خريطة الخطر العالمية تضع المملكة في أعلى مستويات الأمان وتصنف الجزائر في خانة الدول الأكثر خطرا

خريطة الخطر العالمية تضع المملكة في أعلى مستويات الأمان وتصنف الجزائر في خانة الدول الأكثر  خطرا
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 28 يناير 2025 16:01:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

أثارت خريطة الخطر العالمية الصادرة حديثاً عن مؤسسة دولية متخصصة في تقييم المخاطر الأمنية اهتماماً واسعاً، حيث جاءت المملكة المغربية في أعلى مستويات الأمان في القارة الإفريقية، بموقع مماثل لدول مثل إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

في المقابل، صُنّفت الجزائر ضمن مناطق الخطر المرتفع، ما يعكس تباينات لافتة بين البلدين الجارين على المستويين الأمني والاستراتيجي.

المغرب:نموذج الاستقرار الأمني في القارة

وفق التقرير، الذي يُعتمد عليه من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية والشركات الكبرى لاتخاذ قرارات استراتيجية، تم تصنيف المغرب كدولة آمنة بفضل استقراره السياسي والأمني المستمر على مدى سنوات. وتعود هذه النتيجة، حسب الخبراء، إلى مجموعة من العوامل، أبرزها السياسة الأمنية الاستباقية التي تعتمد على تفكيك الخلايا الإرهابية قبل تحركها، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

إضافة إلى ذلك، يلعب موقع المغرب الجغرافي كحلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا دوراً محورياً في استقراره، حيث جعله شريكاً أساسياً للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في قضايا أمنية متعددة، منها مكافحة الهجرة غير النظامية، ومحاربة تهريب المخدرات، ومراقبة الحدود البحرية والجوية.

التقرير أشار أيضاً إلى فعالية مؤسسات الأمن المغربية، مثل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي يوصف بأنه من بين أفضل الأجهزة الأمنية في العالم، بفضل احترافية أفراده واعتماده على التكنولوجيا المتطورة وأساليب التحقيق الحديثة.

الجزائر:تصنيف مقلق ومؤشرات خطيرة

على النقيض، تم وضع الجزائر في خانة الدول ذات الخطر المرتفع، وهو تصنيف يعكس تحديات متعددة تواجهها البلاد على المستوى الأمني. وأوضح التقرير أن الجزائر تعاني من هشاشة داخلية تتعلق بالاحتجاجات الشعبية المستمرة وضعف الثقة بين المواطنين والسلطة، إلى جانب تنامي التهديدات الأمنية على حدودها الشرقية والجنوبية مع ليبيا ومالي.

كما أشار التقرير إلى أن هشاشة الوضع السياسي بعد الحراك الشعبي، الذي أطاح بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لم تواكبها إصلاحات سياسية وأمنية كافية لضمان الاستقرار الداخلي. وفي حين ركزت السلطات الجزائرية على تعزيز القبضة الأمنية داخلياً، فإنها تواجه تحديات مستمرة في مراقبة الحدود الطويلة والمفتوحة على مناطق تعجّ بالتنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة.

قراءة في التداعيات السياسية والإقليمية

هذا التصنيف أثار ردود فعل متباينة، خصوصاً في سياق التوتر السياسي والإعلامي بين المغرب والجزائر. بينما احتفى المغاربة بالاعتراف الدولي بمستوى الأمان في بلادهم، فإن التصنيف الجزائري أثار حفيظة الأوساط المقربة من النظام الجزائري، حيث اعتبرته بعض الجهات محاولة لتشويه صورة الجزائر دولياً.

من الناحية الجيوسياسية، يعزز تصنيف المغرب كدولة آمنة مكانته كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية في إفريقيا، ما يجعله لاعباً رئيسياً في خطط التنمية الدولية المرتبطة بالقارة. في المقابل، يمكن أن يؤدي تصنيف الجزائر في منطقة الخطر إلى تراجع الثقة الدولية في البيئة الاستثمارية هناك، ويزيد من عزلة البلاد على الساحة الإقليمية والدولية.

الثقة الأمنية والاقتصادية

اللافت أن خريطة الخطر العالمية لا تقتصر فقط على المؤشرات الأمنية، بل تشمل أيضاً عوامل اقتصادية واجتماعية، مثل استقرار المؤسسات، وشفافية النظام القانوني، ومعدلات الفساد. هذه العوامل مجتمعة تعطي صورة شاملة عن المخاطر التي قد تواجهها الشركات والمواطنون في مختلف الدول.

في هذا السياق، يشير خبراء إلى أن التصنيف الإيجابي للمغرب يعكس الجهود المبذولة لتحسين مناخ الأعمال وتقوية المؤسسات الديمقراطية، وهو ما يعزز جاذبيته للاستثمارات. في المقابل، تحتاج الجزائر إلى إصلاحات عميقة لتحسين صورتها على المستوى الدولي.

هل يعزز التصنيف الفجوة بين الجارين؟

التباين في التصنيفات الأمنية بين المغرب والجزائر قد يزيد من حدة التوترات بين البلدين، اللذين يعيشان على وقع خلافات تاريخية مرتبطة بملف الصحراء المغربية، وملفات أخرى مثل إغلاق الحدود البرية والتنافس على النفوذ الإقليمي.

بينما يمضي المغرب قدماً في تعزيز مكانته كدولة آمنة ومستقرة، تبدو الجزائر بحاجة إلى مراجعة شاملة لسياساتها الأمنية والاقتصادية، لتجاوز التحديات التي تهدد استقرارها الداخلي وموقعها الإقليمي.

ختاما، تضع خريطة الخطر العالمية المغرب في موقع الريادة إفريقيا من حيث الأمن والاستقرار، في حين توجه إنذاراً للجزائر حول المخاطر التي تهدد استقرارها. هذا التباين لا يعكس فقط واقعاً أمنياً، بل يحمل في طياته رسائل سياسية عميقة حول مدى تأثير الاستقرار الداخلي على موقع الدول في الخارطة الدولية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك