هل أصبح النضال من أجل الحقيقة جريمة في المغرب؟

هل أصبح النضال من أجل الحقيقة جريمة في المغرب؟
تقارير / الثلاثاء 01 يوليو 2025 - 13:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: الرباط

في تطور صادم ومقلق يعكس استمرار التضييق على أصوات المطالبة بالعدالة، عبّرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من اعتقال شقيقي الشهيد "ياسين شبلي"، سعيد وأيمن، فجر الجمعة 27 يونيو 2025، خلال اعتصام عائلي سلمي أمام المحكمة الابتدائية بابن جرير دام أزيد من شهرين.

الاعتصام الذي لم يكن سوى آخر محاولة قانونية مشروعة للمطالبة بتمكين العائلة من أشرطة الفيديو التي توثق، بحسب الجمعية، وقائع تعذيب مفضٍ إلى الموت تعرّض لها الشاب ياسين داخل مخفر شرطة ابن جرير بتاريخ 6 أكتوبر 2022.

وحسب البيان الذي توصلت "أنتلجنسيا المغرب" بنسخة منه، لم يكن أحد يتوقع أن تُقابل المطالب المشروعة بالكشف عن الحقيقة باعتقالات جديدة، بدل فتح تحقيق جدي في ما وصفته الجمعية بـ"الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان".

وذهب البيان إلى تحميل السلطات مسؤولية ما يتعرض له أفراد العائلة من محاكمات وصفها بـ"الجائرة"، وتهم "واهية"، الهدف منها فقط إسكات صوت بات يشكل إحراجًا في ملف تعتيمه صار أكثر وضوحًا من الحقيقة نفسها.

نــص البيـــان كامـــلا:

بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان

حول اعتقال شقيقي الشهيد ياسين شبلي ضحية التعذيب المفضي إلى الموت.

 

إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان، وهو يتابع باهتمام وقلق بالغين مستجدات قضية الشهيد ياسين شبلي الذي وافته المنية بمخفر شرطة ابن جرير، يوم 06 أكتوبر 2022، في ظروف وملابسات تؤكد تعرضه للتعذيب، فوجئ باعتقال شقيقي الشهيد سعيد وأيمن، يوم الجمعة 27 يونيو الجاري، حوالي الساعة الواحدة صباحا، أثناء اعتصام للعائلة أمام المحكمة الابتدائية ببنجرير دام 65 يوما للمطالبة بتمكين الأسرة ودفاعها من الأشرطة، التي توثق وقائع التعذيب الذي تعرض له وأفضى إلى وفاته. وهو الاعتصام الذي خاضته الأسرة مرغمة، بعدما استنفذت ودفاعها جميع المساطر القانونية المعمول بها دون أن تتلقى أي رد من هيئة المحكمة.

وفي الوقت الذي كان فيه المكتب المركزي، وكل المتتبعين للشأن الحقوقي، ينتظرون إنصاف العائلة، وتمكينها من حقها في معرفة حقيقة ما جرى لابنها، ومعاقبة كل الجناة فاعلين أصلين ومشاركين ومساهمين صدرت أحكام مخففة في حق المتابعين في محاكمة، أقل ما يقال عنها أنها انتفت فيها كافة ضمانات وشروط المحاكمة العادلة؛ ومنها أساسا عدم تمكين الدفاع، نيابة عن ذوي حقوق الضحية ياسين شبلي من جميع وثائق الملف، لاسيما تسجيلات الكاميرات الوظيفية، وتسجيلات الكاميرات المثبتة بالمخفر، والتي توثق لواقعة التعذيب، والمعاملة المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية التي ارتكبت في حقه.

وبعد متابعة عدة أفراد من العائلة، ومحاكمتهم من أجل تهم واهية، وإصدار أحكام جائرة في حقهم، يستمر اليوم مسلسل التضييق على العائلة باعتقال شقيقي الضحية، سعيد وأيمن، وتلفيق تهم لا أساس قانوني لها، في محاولة لإسكات صوتها وثنيها عن البحث والسعي للكشف عن الحقيقية في النازلة.

والمكتب المركزي الذي تابع أطوار هذه القضية منذ بدء وقائعها، وحرص على تنصيب الجمعية طرفا مدنيا في هذه النازلة، وعلى مؤازرة العائلة من طرف محامييات الجمعية بطلب منها، فإنه يعلن ما يلي: 

. تضامنه ودعمه المطلق لعائلة الفقيد ياسين الشبلي، ومؤازرته لها لحين تحقيق العدالة والكشف عن الحقيقة كاملة ومعاقبة كل الجناة

. مطالبته بإطلاق سراح المعتقلين سعيد وأيمن شبلي، ورفع حالة الاعتقال عنهما فورا؛ 

. تحميله كامل المسؤولية للجهات الساهرة على إنفاذ القانون، في الحفاظ على السلامة الجسدية للمعتقلين، سعيد وأيمن شبلي وباقي أفراد العائلة

. مطالبته بتمكين دفاع هذه الأخيرة من تسجيلات الكاميرات والأقراص المدمجة، باعتبارها جزءا من وثائق الملف، ومن حقها أن تحوزها وتطلع عليها 

. تشبته بضرورة الحماية القانونية والعملية للشهود والمبلغين عن حالات ومزاعم التعذيب، ووقف كل الاستفزازات والتهديدات التي يتعرضون لها بما فيها المتابعات القضائية 

. دعوته للمجلس الوطني لحقوق الإنسان للقيام بمهامه والتحقيق في النازلة واتخاذ المتعين بشأنها؛ 

تأكيده على استمرار الجمعية في مؤازرة العائلة ودعمها، حتى الوصول للحقيقة في هذا ملف، وإحقاق العدالة ومحاسبة كل المتورطين.

 

الرباط، في 30 يونيو 2025

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك