"حكومة المونديال"..شعار سياسي أم محاولة للهروب من الأزمات؟

"حكومة المونديال"..شعار سياسي أم محاولة للهروب من الأزمات؟
تقارير / الخميس 06 فبراير 2025 - 22:59 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

في خضم الاستعدادات لاستضافة المغرب لنهائيات كأس العالم 2030، برز مصطلح "حكومة المونديال" كمسمى غير رسمي للحكومة المقبلة، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول مدى جدية الفاعلين السياسيين في التعامل مع القضايا الحقيقية التي تشغل بال المغاربة.

هذا المصطلح بات عنوانًا للتنافس بين قيادات الأحزاب الكبرى، حيث أعربت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، عن طموحها لقيادة هذه الحكومة، فيما يطمح نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى المنصب ذاته، بينما يسعى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، إلى البقاء في موقعه والاستفادة من الاستثمارات الكبرى المرتبطة بتنظيم المونديال.

ولم يغب حزب العدالة والتنمية عن المشهد، حيث أبدى عبد الإله بنكيران رغبته في دخول السباق، في محاولة لإعادة إحياء حظوظ الحزب سياسيًا.

أولويات المواطنين بين المونديال والأزمات الاجتماعية

ورغم ما يمكن أن يجنيه المغرب من استضافة كأس العالم، إلا أن المواطن المغربي ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة. فالأولوية بالنسبة له ليست بناء ملاعب أو تحسين البنية التحتية السياحية فقط، بل إصلاح منظومة التعليم، تعزيز الخدمات الصحية، مواجهة البطالة، والحد من ارتفاع الأسعار الذي أرهق جيوب الأسر المغربية. فالسؤال الذي يطرحه الجميع هو: هل الحكومة المقبلة ستكون "حكومة المونديال" أم حكومة تعالج الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المواطنون؟

الركوب السياسي على حدث رياضي عالمي

لا شك أن تنظيم كأس العالم 2030 في المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال يُعتبر حدثًا استثنائيًا، غير أن بعض السياسيين يحاولون استغلاله لتسويق أنفسهم وإخفاء إخفاقاتهم في تدبير الشأن العام. فالمشاريع المرتبطة بالمونديال تُدبر وفق استراتيجيات بعيدة عن المزايدات السياسية، ويشرف عليها مختصون في التخطيط والاستثمار، وليس الأحزاب السياسية التي تحاول نسب الإنجازات لنفسها، رغم أنها لم تكن حتى على علم بمسار المفاوضات التي أفضت إلى هذا التنظيم المشترك.

حكومة المونديال.. شعار مؤقت أم استراتيجية طويلة الأمد؟

رغم الحماسة السياسية التي صاحبت إطلاق مصطلح "حكومة المونديال"، إلا أن هذا الشعار يبقى مجرد عنوان مرحلي ما لم يقترن بإصلاحات حقيقية تنعكس على حياة المواطنين. فالمغاربة لا يريدون حكومة تُوزع تذاكر المباريات على المحظوظين من مناصريها، أو حكومة تكتفي بالجلوس في المنصات الرسمية خلال الحدث الرياضي، بل حكومة تضع استراتيجيات اقتصادية واضحة، تعزز العدالة الاجتماعية، وتقطع مع سياسة الاحتكار والفساد.

بين الآمال الشعبية والطموحات السياسية

لا يمكن إنكار أهمية كأس العالم كفرصة اقتصادية وتنموية للمغرب، لكنه ليس حلاً سحريًا للمشاكل العميقة التي تعيشها البلاد. فإذا كانت الأحزاب السياسية تطمح لقيادة حكومة 2030، فعليها أولًا أن تقدم حلولًا ملموسة لقضايا البطالة، والتعليم، والصحة، وتحقيق التوازن بين الاستثمار في البنية التحتية والاستثمار في الإنسان. المغاربة لا يبحثون عن "حكومة المونديال"، بل عن حكومة تُلبي تطلعاتهم وتحقق وعودها بعيدًا عن الشعارات المرحلية والمزايدات السياسية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك