أنتلجنسيا المغرب:الربان
شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الإثنين 09 يونيو الجاري، انطلاق أشغال الدورة العادية الخمسين للجنة الممثلين الدائمين لدى الاتحاد الإفريقي، وسط مشاركة فعالة ونشيطة للمملكة المغربية، التي تواصل تعزيز حضورها الدبلوماسي وموقعها الاستراتيجي داخل المنظمة القارية. وتشكل هذه الدورة مناسبة مهمة لتدارس العديد من القضايا ذات الأولوية بالنسبة للقارة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها دول إفريقيا، من نزاعات وصراعات داخلية، إلى تقلبات اقتصادية وتداعيات التغيرات المناخية.
المغرب، الذي عاد بقوة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، يحرص في كل محطة دبلوماسية إفريقية على التفاعل البناء مع أجندة القارة، وتقديم مقاربات عملية وواقعية لقضايا التنمية، الأمن، والاندماج الإقليمي، من خلال تصور شمولي قائم على الشراكة جنوب-جنوب، وتعزيز سيادة القرار الإفريقي بعيدا عن الإملاءات الخارجية. وضمن هذا الإطار، تشكل مشاركة المغرب في هذه الدورة امتدادا لاستراتيجية متكاملة يتبناها في تعامله مع المؤسسات الإفريقية، قوامها الالتزام بالعمل المؤسساتي المشترك، وتفعيل آليات التضامن والتعاون داخل البيت الإفريقي.
ومن المرتقب أن تتناول اللجنة في دورتها الحالية تقارير متعلقة بأداء أجهزة الاتحاد، ومتابعة تنفيذ التوصيات السابقة، إلى جانب مناقشة ملفات حساسة كإصلاح الهيكلة المالية للاتحاد، والوضع في مناطق النزاع، وقضايا الهجرة، وتطورات العلاقات مع الشركاء الدوليين. كما ينتظر أن يكون للمغرب دور محوري في بلورة المواقف الجماعية إزاء هذه القضايا، بفضل تجربته وعمقه الإفريقي، ومكانته كفاعل مسؤول ومؤثر في المحيط الإفريقي.
وتؤكد هذه المشاركة النشيطة للرباط استمرار التوجه المغربي نحو تكريس حضوره داخل الاتحاد الإفريقي كقوة دبلوماسية واقتصادية ذات مصداقية، تشتغل من داخل المؤسسات، وتقدم بديلا فعالا للتكامل الإفريقي المبني على احترام السيادة، ورفض التدخلات، وتغليب منطق التعاون على منطق الصراع.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك