أنتلجنسيا المغرب:الرباط
في تطور جديد يعزز الزخم الدبلوماسي الذي تعرفه القضية الوطنية الأولى، عبّر حزب العدالة والتنمية عن ترحيبه الكبير بالموقف البريطاني الأخير من ملف الصحراء المغربية، والذي اعتبر فيه وزير الخارجية البريطاني، خلال زيارته الرسمية للمغرب، أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تشكل الحل الأمثل لتسوية النزاع المفتعل.
هذا الموقف، الصادر عن دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، يأتي ليُكرّس تحولًا نوعيًا في تعاطي القوى العالمية المؤثرة مع الملف، ويضاف إلى مواقف مماثلة من الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وإسبانيا، التي تدعم بدورها بشكل واضح سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وفي بلاغ صادر عن أمانته العامة، ثمّن حزب العدالة والتنمية هذا التقدم، واعتبره نتاجًا مباشرًا لما وصفه بـ"المقاربة الملكية الحازمة والحكيمة" التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، إلى جانب التئام مختلف مكونات الشعب المغربي وقواه الوطنية خلف قضية عادلة وسيادية.
وأكد الحزب أن الانتصارات الدبلوماسية المتوالية التي يحققها المغرب على الساحة الدولية تعكس صلابة موقفه، وعدالة قضيته، ونضج طرحه المتجسد في مقترح الحكم الذاتي، كصيغة متوازنة تضمن الاستقرار والتنمية والاحترام الكامل لخصوصيات المنطقة.
وإذ يدعو الحزب إلى مواصلة التعبئة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية، فإنه يرى أن هذه المرحلة تتطلب انخراطًا جماعيًا لكل الفاعلين والمؤسسات في الدفاع عن الوحدة الترابية، في ظل التحديات الجيوسياسية المتسارعة التي تعرفها المنطقة.
كما أشار الحزب في بيانه إلى ضرورة تحلي الأطراف الأخرى بالتعقل، واستحضار المصلحة المشتركة لشعوب المنطقة، وطي صفحة الخلافات المفتعلة التي لا تخدم سوى الأجندات الانفصالية الضيقة والمعرقِلة لمسار التكامل المغاربي.
ويبدو أن دينامية الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء تسير بثبات نحو ترسيخ واقع جديد، تكون فيه السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية غير قابلة للنقاش، مدعومة بشرعية تاريخية، ومقومات قانونية، وانفتاح سياسي يعكسه مقترح الحكم الذاتي.
وبينما تتواصل هذه التحولات على مستوى المنتظم الدولي، يراهن حزب العدالة والتنمية على استمرار هذا الزخم في ظل قيادة ملكية استباقية، وإجماع شعبي لا يتزحزح حول قدسية الوحدة الوطنية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك