أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا
بعد فتح
وزارة الداخلية للرقم الأخضر أمام المواطنين للإبلاغ عن التجار المتلاعبين بأسعار
المواد الغذائية والاستهلاكية استغل المغاربة الفرصة بطريقتهم الخاصة حيث تحولت
المبادرة إلى موجة من السخرية والتدوينات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي
فيسبوك وإكس حيث نشر العديد منهم الرقم الأخضر مرفقا بتعليقات لاذعة مثل "ألو
وزارة الداخلية هذا هو سعر البترول في الأسواق العالمية" بينما اختار آخرون
وضع صورة رئيس الحكومة عزيز أخنوش كإشارة واضحة إلى المطالبة بتخفيض الأسعار
السخرية
امتدت إلى الحديث عن هامش الربح الكبير الذي يتم تحقيقه على حساب المستهلك حيث أكد
العديد من المعلقين أن أسعار الوقود في المغرب لا تعكس حقيقة الأسعار العالمية وهو
ما يزيد من أعباء المواطنين ويؤدي إلى ارتفاع باقي الأسعار مما جعل البعض يعتبرون
أن المسؤولية تقع على الحكومة في ضبط السوق بدلا من الاكتفاء بمراقبة التجار
الصغار
في سياق
متصل عاد الجدل حول إغلاق مصفاة " سامير" بمدينة المحمدية حيث يرى عدد
من المتابعين أن إعادة تشغيلها هذه المحطة قد تكون الحل الأمثل لضبط الأسعار حيث
ستمكن البلاد من استيراد النفط الخام وتكريره محليا مما يقلل من التبعية الخارجية
ويخفض الكلفة النهائية على المستهلك المغربي
حملة
التبليغات الساخرة كشفت عن حجم الغضب الشعبي تجاه ارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع
القدرة الشرائية وهو ما يعكس فقدان الثقة في التدابير الحكومية حيث اعتبر
المواطنون أن الحكومة مطالبة بتحمل مسؤولياتها والبحث عن حلول جذرية بدلا من تحميل
التجار وحدهم مسؤولية الارتفاعات المتتالية
وسط هذه الموجة من السخرية والغضب يبقى
السؤال الأهم حول مدى استجابة الحكومة لهذه الرسائل القوية التي يوجهها المواطنون
بطرق مبتكرة حيث لم يعد الحديث يقتصر على المطالبات الجادة فقط بل تحول إلى موجة
من التهكم الذي يعكس واقع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغاربة .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك