تحالف الأغلبية على صفيح ساخن..تراشق سياسي يكشف تصدعات داخلية وسباق مبكر نحو 2026

تحالف الأغلبية على صفيح ساخن..تراشق سياسي يكشف تصدعات داخلية وسباق مبكر نحو 2026
سياسة / الجمعة 24 يناير 2025 16:39:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب

تشهد الساحة السياسية المغربية احتدامًا غير مسبوق داخل تحالف الأغلبية الحكومية، حيث أظهرت الأشهر الأخيرة تصاعد حدة التراشق بين قيادات الأحزاب المشكلة للأغلبية.
، في مقدمتها حزب التجمع الوطني للأحرار، قائد الائتلاف الحكومي، وحزب الأصالة والمعاصرة، حليفه الرئيسي.

هذا الوضع المأزوم يطرح تساؤلات حول قدرة هذا التحالف على الصمود حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة سنة 2026، في ظل تسارع وتيرة الاستعدادات الانتخابية من جميع الأطراف.

أبرز هذه الخلافات ظهرت إلى العلن بعد تصريحات المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل وعضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي دعا إلى ضرورة إبقاء النقاش حول الاختلافات داخل إطار اجتماعات الأغلبية بدل تصديرها إلى الشارع السياسي.

واعتبر بنسعيد أن العلاقة بين الأحزاب داخل التحالف الحكومي يجب أن تكون مبنية على الحوار الداخلي، مشبهًا إياها بعلاقة "زوجين يختلفان داخل البيت، بدل الخروج إلى الشارع وإثارة الفوضى".

في المقابل، اختار قياديون في حزب التجمع الوطني للأحرار، وعلى رأسهم راشد الطالبي العلمي، نهج خطاب تصعيدي يُظهر ثقة مفرطة في استمرار الحزب في قيادة الحكومة لولاية ثانية، حيث أعلن في تصريح مثير أمام المجلس الوطني للحزب أن "الحمامة" ستبقى على رأس المشهد السياسي حتى عام 2032.

هذا التصريح اعتبره مراقبون تحديًا صريحًا لحلفائه في الحكومة، خصوصًا حزب "الجرار" الذي بدأ بالفعل في تجهيز آلياته الانتخابية تحسبًا لمعركة شرسة.

في خطوة لافتة، أطلق حزب الأصالة والمعاصرة سلسلة من الجولات الميدانية في معاقله الانتخابية، في محاولة لاستعادة قواعده الشعبية وترتيب صفوفه استعدادًا للانتخابات المقبلة.

وفي تصريح ناري لأحد قياديي الحزب حسب مصادر اعلامية، أكد أن "البام قادم لقلب الطاولة على الجميع"، مضيفًا أن حزبه يعتزم "ترييش الحمامة" في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار.

هذا التصعيد، الذي يتزامن مع انطلاق العد التنازلي للانتخابات البرلمانية 2026، يعكس تغيرًا في أولويات الأحزاب المكونة للأغلبية، حيث يبدو أن التحالف الحكومي بدأ يفقد تماسكه أمام طموحات سياسية متعارضة واستعدادات مبكرة لسباق انتخابي شرس.

وسط هذه التجاذبات، تبدو الحكومة منشغلة بالتقليل من تأثير هذه الخلافات على أدائها. الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، حاول طمأنة الرأي العام، مؤكدًا أن التراشق السياسي لا يعكس المواقف الرسمية للأحزاب داخل الحكومة، وأن "الفضاء السياسي لا يخضع للوصاية".

لكن هذه التطمينات لم تمنع تساؤلات الشارع حول قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها في ظل انشغال مكوناتها بالصراعات الداخلية.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن تحالف الأغلبية يسير على حبل مشدود قد ينقطع في أي لحظة. فبين طموحات التجمع الوطني للأحرار في الحفاظ على زعامته، واستعدادات الأصالة والمعاصرة لإعادة ترتيب المشهد السياسي، يبقى مستقبل الحكومة على المحك.

فهل ستنجح الأحزاب المكونة للتحالف في لملمة خلافاتها والحفاظ على وحدة الصف؟ أم أن سباق الانتخابات المقبل سيُسرّع من تفكك هذا التحالف، ويُعيد رسم خارطة التحالفات السياسية بالمغرب؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك