"كوميديا" زيارة فاطمة المنصوري للحوز لصنع صورة براقة فوق ركام معاناة ضحايا الزلزال

"كوميديا" زيارة فاطمة المنصوري للحوز لصنع صورة براقة فوق ركام معاناة ضحايا الزلزال
بانوراما / الأربعاء 03 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

الزيارة التي قامت بها الوزيرة "فاطمة الزهراء المنصوري" رفقة الوالي "سعيد أمزازي" وعامل الإقليم لواحدة من العائلات المنكوبة بالحوز، أثارت موجة واسعة من التعاليق بعد أن ظهر أسطول السيارات الوزارية الفاخرة وسط مشاهد الفقر والألم، ورغم أن الوفد الرسمي قدّم الزيارة في إطار تتبع أوضاع الضحايا، فإن رواد المنصات اعتبروا أن كل شيء كان مُعدًا مسبقًا، وأن الزيارة لم تكن عفوية كما أريد لها أن تبدو للعامة.

ورغم الإشادة التي صدرت عن البعض ببساطة الوزيرة وهدوئها أثناء الزيارة، إلا أن شريحة واسعة من المواطنين رأت في المشهد بدايةً لسباق انتخابي مبكر استعدادًا لمحطة 2026، خاصة وأن ضحايا الزلزال مازالوا يعيشون تحت خيام بلاستيكية لا تقيهم حر الصيف ولا قسوة البرد، في حين كانت هذه الزيارات واجبة منذ السنوات الأولى للكارثة وليس بعد مرور زمن طويل.

ورغم أن الدولة أعلنت رصد ما يقارب 18.22 مليار درهم، أي ما يقارب 180 مليار سنتيم، لإعادة الإعمار ودعم المتضررين، إلا أن الواقع الميداني يُظهر فجوة صارخة بين الأرقام المعلنة وما يعيشه السكان يوميًا من تأخر وفوضى وغياب حلول مستدامة، ومع مرور الوقت، تحوّل السؤال من “متى سيُعاد البناء؟” إلى “أين ذهبت الأموال؟”، وهو سؤال يتردد بقوة بين المواطنين الذين يلمسون استمرار المعاناة دون أي تحسن ملموس، حيت إن المبالغ التي رصدت تتعدى حجم الضرر وبناء مدينة بأكملها.

التعاليق التي غمرت مواقع التواصل بعد الزيارة بدت كافية لتُظهر أن فئات واسعة من المغاربة فقدت الثقة في مثل هذه التحركات، واعتبرتها “ضحكًا على الذقون” و“استعراضًا سياسيًا فاقدًا للمعنى”. فقد عاش المتضررون شهورًا طويلة في ظروف لا تليق بالكرامة الإنسانية، دون أن تواكبهم الدولة بالرعاية الصحية الكافية، ولا بالدعم الاقتصادي اللازم، ولا حتى بالحد الأدنى من المتابعة المستمرة.

وفي الوقت الذي ما يزال فيه ضحايا الحوز يقاومون وحدهم آثار الدمار، يرى كثيرون أن زيارة كهذه لا تقدم لهم شيئًا، وأنها مجرد فقرة فولكلورية عابرة تُغطي على واقع مؤلم، ظلّ فيه المواطن مصلوبًا بين الوعود الرسمية وبين حقيقة أموال ضُخت من جهات عدة ولم تُترجم إلى نتائج على الأرض. هكذا تحولت الزيارة إلى عنوان جديد لخيبة أعمق، ومرآة لما يصفه الناس بأنه طمسٌ للحقيقة لا يقل قسوة عن ركام الزلزال الذي دفن بيوتهم.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك