تحالف استراتيجي بين الأمن الوطني وهيئة النزاهة لمحاصرة الفساد وتجفيف منابعه

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

في خطوة غير مسبوقة، وقعت الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها اتفاقية شراكة وتعاون مؤسسي مع قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في حدث وُصف بأنه إعلان صريح لإرادة الدولة في تحصين جبهتها الداخلية من أخطار الفساد، وترسيخ مبادئ الشفافية والحكامة الجيدة.

هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من عبد اللطيف حموشي ومحمد بنعليلو، تؤسس لتعاون استراتيجي يجمع بين جهاز أمني سيادي وهيئة دستورية مستقلة، في إطار رؤية شمولية تجعل من الوقاية والزجر معا ركيزتين أساسيتين لبناء دولة قوية بمؤسساتها وقادرة على مواجهة مختلف أشكال الفساد، عبر تبادل المعلومات والتنسيق في الأبحاث والتحريات وتطوير القدرات المشتركة في مجال التكوين والتدبير.

ويهدف هذا التحالف إلى إرساء آليات عملية لتبادل المعطيات والوسائل التقنية في تتبع قضايا الفساد، وابتكار نظم للرصد المبكر وإعداد خرائط وطنية لمخاطره، مع تعزيز التعاون في تنظيم حملات تحسيسية لترسيخ ثقافة النزاهة في الوسط المهني، بما يضع المغرب في موقع ريادي إقليمي ودولي في محاربة الفساد.

وتجسد هذه الخطوة رؤية الدولة المغربية بقيادة الملك محمد السادس في جعل محاربة الفساد مسارا مؤسسيا واستراتيجيا متكاملا، لا مجرد شعار ظرفي، إذ تؤكد أن التصدي للرشوة لم يعد مطلبا مجتمعيا فقط، بل واجبا وطنيا واستحقاقا دستوريا يكرس الثقة في المؤسسات ويعزز مناعة الدولة في وجه كل أشكال الانحراف الإداري والمالي.