كندا.. الحلم الذي ينقلب إلى كابوس مهاجرين

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

كندا التي طالما سُوقت كأرض الفرص والعدالة الاجتماعية، يجد فيها المهاجر بعد أسابيع قليلة واقعا صادما؛ فبدل الصورة الوردية، يصطدم بغلاء معيشة خانق يلتهم الرواتب، وبضرائب مرتفعة لا يقابلها دوما مستوى خدمات يوازي ما يُدفع، فيبدأ الشعور بأن الحلم يتحول تدريجيا إلى عبء يومي.

المستشفيات المجانية في الظاهر، تتحول في الواقع إلى محطات انتظار مرهقة تمتد لأشهر، والتعليم العام يرزح تحت ضغط الاكتظاظ في المدن الكبرى، لتتضح الهوة بين ما كان يُروَّج له وبين ما يعيشه الوافد الجديد.

أما أزمة السكن، فهي من أعقد ما يواجه المهاجرين؛ فشقة صغيرة في مدينة كبرى قد تبتلع نصف الراتب أو أكثر، ومعها تضاف تكاليف طبية مرتفعة، خاصة في طب الأسنان، تجعل الكثيرين يؤجلون العلاج أو يسافرون خارجه.

البنية التحتية بدورها تكشف وجها آخر غير متوقع، إذ الحفر المتناثرة في شوارع مونتريال وتأخر صيانة الطرق في الشتاء، تجعل صورة المدن الكندية الراقية تبدو متناقضة مع واقعها اليومي.

الأصعب من كل ذلك هو سوق العمل؛ شهادات وخبرات سنين طويلة تُهمّش خلف شرط "الخبرة الكندية"، فيضطر الطبيب أن يصبح سائق تاكسي، والمهندس عاملا في مستودع، والمعلمة منظفة، لتتجسد خيبة الأمل الكبرى حين يتحول طموح علمي ومهني إلى مجرد محاولة للبقاء.