عودة الأخطبوط الملك..موسم الصيد الصيفي ينطلق بقوة بعد راحة بيولوجية ناجحة

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

استأنف مهنيو الصيد البحري نشاطهم بقوة مع انطلاق موسم صيد الأخطبوط على امتداد السواحل المغربية، بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهر في إطار فترة الراحة البيولوجية. هذا الاستئناف لم يأتِ عبثًا، بل جاء عقب مؤشرات علمية مشجعة قدّمها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، وأكدت تحسنًا ملحوظًا في مخزون الأخطبوط، ما يبشر بموسم غني ومردودية مرتفعة للأساطيل البحرية بجميع أنواعها.

كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري أعلنت أن هذا الموسم مؤطر قانونيًا من خلال قرارين وزاريين حددا شروط الاستغلال بدقة، بما يضمن الاستدامة البيئية وضمان استفادة الصيادين من ثروات البحر دون الإضرار بالتوازن البيولوجي. الحصص المخصصة وُزعت بعناية، حيث بلغت في جنوب سيدي الغازي 8640 طنا، بينما خصص لشمال المنطقة 10050 طنا، بزيادة 6 في المائة مقارنة بالموسم الماضي، ما يعكس رغبة واضحة في دعم القطاع وتحفيز المهنيين.

وفي الميدان، بدأت الأساطيل في إنزال مصطاداتها وسط ارتياح عام، حيث سجلت مردودية جيدة خاصة في الأسطول الصناعي الذي تراوحت إنتاجيته اليومية ما بين 1.4 و3.3 طن، فيما حقق الأسطول التقليدي 338 طنا بعد يومين فقط من انطلاق الموسم، وهو رقم يبرز جاهزية البحارة واستعدادهم لاقتناص الفرص التي يتيحها الموسم الجديد.

ولم تقتصر المؤشرات الإيجابية على الكمية فقط، بل شملت الجودة والحجم، إذ تميزت المصطادات بأحجام ناضجة وأسعار مستقرة تراوحت بين 90 و140 درهما للكيلوغرام الواحد، ما ينعش آمال الصيادين والتجار على حد سواء، ويعزز مكانة الأخطبوط المغربي في الأسواق الدولية كمنتج ذي جودة عالية وعائد اقتصادي معتبر.

الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط هذا العام ليس مجرد محطة عادية في أجندة المهنيين، بل يشكل نموذجًا لنجاح تدابير الراحة البيولوجية وتدبير الثروات البحرية بطريقة علمية ومدروسة. ويبدو أن السياسات التي تم اعتمادها في السنوات الأخيرة بدأت تعطي ثمارها، فاتحة المجال أمام مستقبل واعد لهذا القطاع الحيوي الذي يعوّل عليه في تعزيز الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل وتثمين الثروة البحرية المغربية.