أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
بعيون دامعة وقلوب مكلومة، ودّعت
الكرة المغربية صباح اليوم أحد أعمدتها التاريخية وأسطورتها الخالدة، أحمد فرس،
الذي رحل عن عمر يناهز 78 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا
رياضيًا لا يُضاهى وحكاية وفاء لا تُنسى لراية الوطن وشباب المحمدية.
كان فرس أكثر من مجرد لاعب؛ كان رمزًا
للموهبة الصافية والروح الوطنية العالية، بعدما أصبح أول مغربي يُتوج بالكرة
الذهبية الإفريقية، ودوّن اسمه بمداد من ذهب كأفضل هدّاف في تاريخ المنتخب الوطني،
وهي مكانة حافظ عليها لعقود من الزمن رغم تغيّر الأجيال.
وُلِد في زمن الاستعمار بمدينة
“الفضالة” التي أصبحت لاحقًا المحمدية، وبدأ مسيرته الكروية بين أزقتها ومع نادي
شباب المدينة، الذي لم يتخلّ عنه قط رغم الإغراءات من كبريات الأندية في العالم
العربي وأوروبا، فبقي مثالًا نادرًا للوفاء، ونحت مجده بالأداء والانتماء.
في كأس إفريقيا للأمم سنة 1976، كتب
فرس اسمه بأحرف البطولة والمجد، حين قاد "أسود الأطلس" نحو التتويج
القاري الوحيد في تاريخهم، كما شارك في أولمبياد ميونيخ سنة 1972، مجسّدًا صورة
اللاعب المغربي المتألق في أكبر المحافل الدولية، بموهبة آسرة وأداء رجولي لا
يُنسى.
برحيله، فقدت الكرة المغربية ليس فقط
نجمًا عالميًا، بل قدوة فريدة في الأخلاق والانضباط، وإنسانًا عاش ببساطة الكبار
ورحل بعظمة الأساطير، ليظل اسمه خالدًا في ذاكرة الملاعب وقلوب الجماهير، عنوانًا
للفخر، ومدرسة في الوفاء، وصفحة لا تُطوى من تاريخ الرياضة الوطنية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك