أنتلجنسيا المغرب:الربان
في وقت ظن فيه العالم أن "كوفيد-19" قد بدأ يندثر تدريجياً، أطلقت منظمة الصحة العالمية صافرة الإنذار مجدداً، بعد تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس بسبب ظهور متحور جديد يُعرف باسم “NB.1.8.1”، تخضع خصائصه حالياً للمراقبة والدراسة الدقيقة.
متحور جدي ولكن لا داعي للذعر
في بيان صادر عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أكدت المنظمة أن المتحور الجديد لا يشكل خطراً صحياً إضافياً مقارنة بالمتحورات السابقة، مشددة على أن التقييمات الأولية لا تشير إلى زيادة في شدة المرض أو معدلات الوفيات.
لكن، وبالرغم من ذلك، نبّهت المنظمة إلى أن هذا التطور يثبت أن الفيروس ما زال قادراً على التحور والتكيف، وهو ما يفرض البقاء في حالة يقظة صحية دائمة.
إصابات موسمية أم بداية موجة جديدة؟
الارتفاع المسجل في الإصابات يتزامن مع النشاط الموسمي المعروف للفيروس خلال هذه الفترة من السنة، بحسب المنظمة، التي شددت على أن سيناريو الارتفاع هذا يتكرر بشكل مشابه لما حدث في العام الماضي، ما يستوجب التحرك السريع لتفادي سيناريوهات كارثية كالتي عرفها العالم في ذروة الجائحة.
وأوضحت المنظمة أن تجاهل الإجراءات الوقائية أو التأخر في الاستجابة الصحية قد يُمهد لظهور موجات جديدة من العدوى، خاصة في الدول ذات المنظومات الصحية الهشة أو منخفضة معدلات التلقيح.
اللقاحات ما زالت فعالة والحذر واجب
الخبر الجيد في خضم هذا القلق المتجدد هو أن اللقاحات الحالية لا تزال فعالة ضد المتحور الجديد، حسب ما جاء في البيان. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات تلعب دوراً محورياً في منع الأعراض الحادة وتقليل نسب الوفاة، داعية الأفراد إلى التوجه لتلقي الجرعات المعززة متى توفرت.
كما نصحت بتحديث استراتيجيات التطعيم الوطنية لتواكب المتغيرات الجديدة، إلى جانب الاستمرار في استخدام الكمامات في الأماكن المغلقة والمزدحمة، وغسل اليدين، واحترام التباعد الجسدي حيثما اقتضى الأمر.
رسالة إلى الحكومات: دمج كوفيد في استراتيجيات الأمراض الموسمية
في ظل استمرار ظهور المتحورات، شددت المنظمة على ضرورة دمج كوفيد-19 ضمن استراتيجيات مكافحة الأمراض التنفسية الموسمية، مثل الإنفلونزا، لتسهيل تتبع الحالات والاستجابة السريعة لها.
كما طالبت الحكومات بـتعزيز جهود التوعية المجتمعية، ومواجهة الانتشار الواسع للمعلومات المضللة، التي تُضعف ثقة الأفراد في المؤسسات الصحية، وتؤثر على قراراتهم المتعلقة بالتطعيم والوقاية.
الفيروس لم ينتهِ والمجتمع عليه أن يتأقلم
رغم التطمينات بأن المتحور الجديد لا يمثل تهديداً استثنائياً، فإن ظهور NB.1.8.1 يُعيد إلى الأذهان حقيقة علمية مؤكدة: الفيروسات لا تنام. ومع دخول العالم مرحلة "التعايش" مع "كوفيد-19"، فإن المرونة في السياسات الصحية، وتحديث أدوات الوقاية، ورفع وعي الأفراد تبقى الركائز الأساسية للنجاة من موجات مستقبلية قد تكون مفاجئة.
فهل سيستجيب العالم لنداء منظمة الصحة العالمية قبل فوات الأوان؟ أم أننا بصدد بداية فصل جديد من فصول المعركة مع كورونا؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك