أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
في لحظة أثارت موجة من الغضب العارم،
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ وفيديوهات لنساء إماراتيات وهنّ يرقصن
ويستعرضن شعورهن وأجسادهن على إيقاع الترحيب بالرئيس الأميركي السابق دونالد
ترامب، الذي زار الإمارات في مشهد اعتبره الكثيرون إساءة صادمة لصورة المرأة
العربية وانتهاكًا صارخًا لقيم الحياء والدين والكرامة.
رواد "فيسبوك"
و"إكس" و"إنستغرام" لم يتأخروا في التعبير عن صدمتهم من المشهد،
مؤكدين أن ما حدث ليس انفتاحًا ولا حرية، بل سقوط أخلاقي يتم تغليفه بعبارات
التمكين والتحديث. مشهد صادم قال عنه أحدهم: "كان الرجل العربي يغير على خصلة
من شعر زوجته، واليوم يتم تعرية المرأة بالكامل تحت عدسات الإعلام، فقط لإبهار
رئيس دولة لا يعرف من الخليج إلا ثروته."
أكثر ما زاد الطين بلة، وفق تعليقات
المراقبين، هو أن هذا المشهد وقع في بلد كان يُسوَّق لسنوات باعتباره واحة الأصالة
والتمسك بالقيم، ليتحول فجأة إلى ساحة استعراض جسدي مكشوف، تُوظف فيه المرأة كأداة
دعائية في بروتوكولات مريبة تتجاوز حدود السياسة إلى عمق الانسلاخ الثقافي والرمزي.
من تل أبيب إلى أبوظبي، تكررت
التساؤلات عن هذا الانحدار، وعن مآلات المشروع التطبيعي المتسارع الذي لم يعد
يكتفي بتصفية القضايا الكبرى، بل تجاوزها إلى تصفية ما تبقى من رمزية الحياء
والهوية، في مشاهد لا تمثل المرأة الخليجية، بل تفضح من يجرّها إلى هذه المهزلة أمام
أعين العالم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك