رشيد الوالي عفريت السياسة لا يفهم في السياسة.. "النعجة وكيس الشعير"

رشيد الوالي عفريت السياسة لا يفهم في السياسة.. "النعجة وكيس الشعير"
بانوراما / الأربعاء 14 مايو 2025 - 22:02 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في منشور صادم ببلاغته وهدوئه، اختار الفنان المغربي "رشيد الوالي" أن يضع أصبعه على جرح السياسة الفلاحية، دون أن يزعم أنه "يفهم في السياسة"، لكنه قال كل شيء.

استهل بتعليق بسيط على سؤال ملكي موجه لوزير الفلاحة، لكنه حمل في طياته زلزالاً إدارياً هادئاً، نقل القرار من وزارة الأرقام إلى وزارة الوجوه.

بين الكلمات، كان "الوالي" يعري ويقشر واقعاً غُلف طويلاً بخُطب الأداء وبلاغات الإنجاز، ليعلن بطريقة فنية نهاية عصر كان فيه القطيع رقماً في تقرير، وبداية مرحلة تُقاس فيها الثقة بعدد الأقدام التي تخوض في الطين، لا بعدد الصفحات في دفتر الدعم.

تدوينة "رشيد الوالي" التي خلقت ضجة

في صمت المجلس الوزاري الأخير، ورد سؤال بسيط من جلالة الملك لوزير الفلاحة، ما تأثير الأمطار على القطيع؟ .

سؤال يبدو عادياً، لكنه في السياسة يعني الكثير.

ثم جاء القرار:

"عملية إعادة تكوين القطيع يجب أن تتم بمعايير موضوعية، وتحت إشراف السلطات المحلية".

وبهدوء، تم نقل المفاتيح من وزارة الفلاحة إلى وزارة الداخلية.

فما الذي حدث حقاً؟

ببساطة، لم يعد يثق في الأرقام.

لأن في أعالي الجبال، لا أحد يسمع عن الإنتاج القياسي.

و في الأسواق الأسبوعية، لا أحد يشتري الأمل بالكيلوغرام.

الفلاح البسيط لا يعيش داخل إكسل، بل بين العلف والعرق، بين الجفاف والانتظار.

سنوات من الدعم لم تصل، أو وصلت لأشخاص غير معنيين.

سنوات من "تكوين القطيع" مات فيها القطيع، وخرج منها البعض أكثر غنى، والبعض الآخر أكثر وجعاً.

اليوم، الملك يقولها بصوت خافت لكن حاسم:

"أعطوا المهمة لمن يعرف وجوه الناس، لا لمن يُتقن رسم الخرائط في المكاتب بالرباط ."

وزارة الداخلية عندها شيء لا تملكه وزارة الفلاحة: عيون حقيقية في الميدان.

القياد، المقدمين، الشيوخ... يعرفون من عنده نعجة واحدة، ومن له ضيعات وهمية..ومن باع نعجته ليشتري كيس شعير .

المهم :

القرار الملكي ليس فقط إدارياً، بل هو إعلان نهاية مرحلة.

نهاية مرحلة كان فيها القطيع مجرد رقم في بلاغ،

وبداية مرحلة جديدة، ربما... اقول ربما مع حسن نية..ربما، سيأخذ فيها الفلاح نصيبه من هذا الوطن.

واعذروني فأنا لا أفهم في السياسة والأرقام .

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك