أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
في مشهد إنساني نادر يمزج بين الرمزية
الدينية والعمل الإغاثي، يجري العمل في الفاتيكان على تحويل إحدى السيارات
البابوية التي كان يستخدمها "البابا فرنسيس" إلى عيادة طبية متنقلة
مخصصة لأطفال غزة، تنفيذًا لوصية مؤثرة تركها قبل وفاته، هذه المبادرة تحمل بصمة
بابا الفقراء، الذي ظل وفيًا لقضاياه الإنسانية حتى الرمق الأخير.
السيارة، التي رافقت البابا خلال
زيارته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 2014، تعود اليوم إلى الساحة
الفلسطينية بشكل مغاير، لا كوسيلة نقل، بل كمرفق طبي يطوف أزقة القطاع المحاصر،
مجهزًا بأدوات إسعافية وتقنيات تشخيصية حديثة، لتقديم العون لأطفال تنهشهم الأزمات
الصحية في ظل نظام صحي شبه منهار.
المبادرة الكنسية، التي تشرف عليها
منظمة "كاريتاس القدس"، لم تأتِ ارتجالاً، بل كانت جزءًا من وصايا
مكتوبة أوصى بها البابا فرنسيس قبيل رحيله في أبريل الماضي، مؤكدًا فيها على ضرورة
حضور الكنيسة في مواقع الألم، لا عبر الكلمات، بل من خلال أدوات الإنقاذ الفعلية.
وسط صمت دولي مطبق على مأساة غزة،
تأتي هذه الخطوة البابوية كرسالة تتجاوز الشعارات، وتقدم للعالم نموذجًا حيًا عن
التضامن الحقيقي، حين تتحول مركبة رسمية إلى عيادة، وحين تتحول الوصايا الروحية
إلى مشاريع تنقذ أرواح الأبرياء.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك