ثمن الحقيقة باهظ:مهندسة مغربية تواجه الإقصاء بعد فضحها شراكة مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي

ثمن الحقيقة باهظ:مهندسة مغربية تواجه الإقصاء بعد فضحها شراكة مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي
بانوراما / الأحد 06 أبريل 2025 - 15:44 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

في مشهد غير مسبوق داخل أروقة واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، ظهرت المهندسة المغربية ابتهال أبو أسعد خلال احتفالات الذكرى الخمسين لشركة مايكروسوفت، لتوجه رسالة احتجاج قوية ضد تورّط الشركة في تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي. الفيديو الذي وثّق لحظات الاحتجاج انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مسجّلاً تفاعلاً واسعاً ودعماً مطلقاً للموقف الجريء الذي عبّرت عنه هذه المهندسة الشابة، المنحدرة من المغرب والمتخرجة من جامعة هارفارد المرموقة.

الإقصاء الصامت: حجب الحسابات بدل المواجهة

لكن ما كان مفاجئًا أكثر من الموقف، هو ما تلا تلك اللقطة الجريئة. فقد كشفت وكالة أسوشيتد برس أن ابتهال لم تعد قادرة على ولوج حساباتها المهنية داخل أنظمة مايكروسوفت، مما يرجّح تعرضها للإقصاء أو الفصل دون أي بلاغ رسمي أو إعلان واضح من الشركة. فببساطة، وُوجهت بصمت تكنولوجي مفاده: "أنت خارج المعادلة".

هذا النوع من الإجراءات، بحسب خبراء قانونيين، يدخل في خانة "الإقصاء غير المعلن"، وهي طريقة تعتمدها بعض الشركات الكبرى لتفادي المواجهة المباشرة مع الموظفين الذين يُبدون مواقف حرجة علنًا، وخصوصًا عندما تتعلق تلك المواقف بقضايا شائكة ذات طابع سياسي أو أخلاقي.

مناصرة غزة تكلفها مستقبلها المهني

احتجاج ابتهال لم يكن موجّهاً ضد المؤسسة فحسب، بل حمّل الشركة مسؤولية مباشرة في ما وصفته "بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان"، عبر دعمها التكنولوجي لكيان عسكري يخوض حربًا دموية ضد المدنيين في غزة. هذا الموقف العلني، الذي اتخذته داخل معقل المؤسسة، جاء في وقت حساس يشهد تصاعدًا في الضغط الشعبي والحقوقي على الشركات التكنولوجية الكبرى بسبب علاقاتها مع مؤسسات عسكرية حول العالم.

دعم إلكتروني واسع وصمت رسمي مطبق

رد الفعل الشعبي لم يتأخر، إذ تقاطرت تدوينات الدعم والتضامن مع ابتهال من مختلف أنحاء العالم، وخصوصًا من العالم العربي، حيث اعتُبرت صوتًا شجاعًا رفع راية المبدأ في وجه العملاق التكنولوجي. في المقابل، لم تُصدر شركة مايكروسوفت أي بيان رسمي بشأن الواقعة، لا لتأكيد عملية الفصل، ولا لنفيها، متمسكة بسياسة "التجاهل الصامت" التي تزيد من غموض الموقف.

بين حرية التعبير والمصالح الكبرى

قضية ابتهال أبو أسعد تسلط الضوء مجددًا على حدود حرية التعبير داخل المؤسسات العالمية، خصوصًا عندما تتعارض هذه التعبيرات مع المصالح الجيوسياسية أو الاقتصادية لتلك الشركات. ويطرح مراقبون تساؤلات ملحة: هل يمكن للمهنيين في هذه الشركات الكبرى أن يعبّروا بحرية عن مواقفهم تجاه قضايا عادلة دون أن يدفعوا الثمن؟ وأين تقف الشركات التكنولوجية بين أخلاقيات العمل ومكاسب السوق؟

مغربية... وواجهة المقاومة الرقمية

بالرغم من الصدمة التي تعيشها ابتهال بعد منعها من الولوج إلى حساباتها، فإنها تحوّلت في نظر الكثيرين إلى رمز للمقاومة الرقمية وصوت عربي نسائي حر داخل عالم التكنولوجيا، الذي غالبًا ما يُنظر إليه على أنه بارد ومحايد. خطوتها الشجاعة كتبت اسمها في سجلّ من يرفضون الصمت حين يتعلق الأمر بالعدالة والكرامة الإنسانية.

ولعلّ قَدر الأصوات الصادقة أن تُقصى في اللحظة الأولى، لكنها تخلد في الذاكرة الجمعية كمنارات تضيء دروب من سيأتون بعدها... وابتهال أبو أسعد واحدة منهم.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك