التعليم والصحة والشغل… قطاعات تندر بخطر حقيقي

التعليم والصحة والشغل… قطاعات تندر بخطر حقيقي
مقالات رأي / الاثنين 06 أكتوبر 2025 - 15:15 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

بقلم: إدريس زويني

في لحظة وطنية حاسمة، يعلو صوت الحقيقة فوق ضجيج المبررات، فالأرقام لا ترحم: 6% من الناتج الداخلي تخصّص للتعليم، و6.3% للصحة، وأكثر من 4 ملايين مغربي بدون عمل.

إنها مؤشرات صادمة كفيلة بإعلان حالة طوارئ اجتماعية، لأنها تكشف هشاشة السياسات العمومية وتدق ناقوس الخطر حول مستقبل الأجيال القادمة.

لقد أصبح ارتباك الحكومة وتناقض تصريحات قياداتها مشهدا يوميا يعكس غياب الرؤية الموحدة وافتقاد التنسيق بين مكونات الأغلبية، في وقت تحاول فيه بعض القيادات والوجوه السياسية التي شاركت في حكومات سابقة الركوب على موجة الغضب الشعبي، وكأنها لم تكن شريكة في رسم السياسات التي أوصلت البلاد إلى هذه الوضعية المقلقة.

لكن الحقيقة أن المشكل لم يولد اليوم، بل هو نتاج تراكم فشل سياسي وإداري دام لعقود، حيث تم التعامل مع الملفات الحيوية بمنطق الترقيع بدل الإصلاح، ومع المواطنين بمنطق التسويق بدل الخدمة.

التعليم… أزمة ثقة ومصير مجهول

في قطاع التعليم، يعيش نساء ورجال التعليم مصيرا مهنيا غامضا بعد أن تخلّت الحكومة عن التزاماتها الموقعة، وستزداد حدة الاحتقان في المؤسسات التعليمية، بشكل ينذر بخطر حقيقي.

الصحة… عجز مزمن وخصاص مهول

أما قطاع الصحة، فيعاني من خصاص خطير في الموارد البشرية والتجهيزات الأساسية، في وقت تتزايد فيه معاناة المواطنين مع غياب الخدمات اللائقة، وارتفاع كلفة العلاج، وضعف البنية الصحية في العالم القروي والمناطق الهشة.

الشغل… جيل Z يصرخ

على صعيد التشغيل، لم تعد الوعود تجدي نفعا. فقد فقد جيل الشباب، خصوصا جيل Z، الثقة في خطط الحكومات المتعاقبة بعدما تبخرت الوعود وتراكم الإحباط.

جيلٌ متعلم، متصل بالعالم، لكنه يرى بلاده تراوح مكانها في ملف التشغيل، رغم الإمكانيات البشرية والمجالية الهائلة التي تزخر بها المملكة.

الملكية…أمل التصحيح ومسار جديد

في ظل هذا الانسداد، تتجه الأنظار نحو المؤسسة الملكية باعتبارها الضامن لتصحيح المسار، من خلال إحداث لجنة ملكية مستقلة تعنى بمتابعة تنفيذ السياسات العمومية في مجالات التعليم والصحة والشغل، مع رفع ميزانيات هذه القطاعات إلى 10% من الناتج الداخلي، وإطلاق برنامج وطني شامل للمناطق الصناعية والحرفية، ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل كريمة ومستدامة.

ختاما

لقد حان وقت الحقيقة، وآن أوان عهد جديد عنوانه:

المساءلة، الكرامة، العدالة الإجتماعية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك