كيف وصلت كتائب القسام إلى “العميل الأخطر”؟اغتيال ياسر أبو شباب داخل منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية

كيف وصلت كتائب القسام إلى “العميل الأخطر”؟اغتيال ياسر أبو شباب داخل منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية
دولية / الخميس 04 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

يشكل مقتل ياسر أبو شباب، اليوم الأربعاء 4 دجنبر الجاري، وهو أحد أبرز العملاء الذين كانوا يعملون لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية داخل غزة، (يشكل)واحدة من أكثر العمليات غموضاً وإثارة للجدل منذ اندلاع الحرب.

فالرجل كان، وفق مصادر متقاطعة، تحت حماية مباشرة للاستخبارات الإسرائيلية، ويتحرك داخل مناطق تصنفها إسرائيل بـ"الآمنة" والخاضعة لرقابة عسكرية مشددة. ورغم ذلك، أعلنت كتائب القسام تمكنها من اغتياله في عملية وُصفت بالدقيقة والمعقدة.

من هو ياسر أبو شباب؟

كان أبو شباب من الأسماء البارزة المرتبطة بملفات أمنية تورط فيها عدد من الفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة، حيث تتهمه فصائل المقاومة بلعب دور محوري في تسريب معلومات حساسة لإسرائيل، بينها تحركات قيادات ميدانية ومراكز عسكرية وأماكن تخزين السلاح.

ومع تصاعد الاتهامات ضده، اختفى عن الأنظار داخل غزة، قبل أن يُتداول أنه بات يتحرك في نطاق محمي من قبل الإسرائيليين، خاصة في المناطق التي تقدمت إليها قوات الجيش خلال العمليات البرية.

ثغرة أمنية أم اختراق معقّد؟

رغم الطوق العسكري والاستخباراتي الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي حول مناطق انتشاره، استطاعت وحدة خاصة تابعة لكتائب القسام الوصول إلى أبو شباب وتنفيذ عملية اغتياله.

مصادر من داخل غزة تشير إلى ثلاثة احتمالات رئيسية:

اختراق أمني لحلقة الاتصالات

يُرجَّح أن المقاومة كانت تتابعه منذ أسابيع عبر تتبع اتصالاته وتحركاته داخل المنطقة المحمية، ما مكّنها من تحديد نقطة ضعفه.

تنسيق عملاني عبر خلايا داخل الميدان

وجود عناصر سرية للقسام في مناطق التمركز الإسرائيلي لم يعد مستبعداً، خصوصاً بعد العمليات السابقة التي نُفّذت خلف خطوط الجيش.

استدراج محكم

فرضية أخرى تفيد بأن العملية قد تمت بعد استدراج أبو شباب إلى نقطة مكشوفة أو غير محمية بالكامل، قبل أن يتم استهدافه بسرعة ودقة.

إسرائيل في موقع محرج

تزامنت العملية مع أسئلة داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية حول كيفية حدوث اختراق بهذا الحجم وسط منطقة يفترض أنها مؤمّنة.

من جهتها، تقارير إعلامية عبرية تحدثت عن "خلل خطير" في منظومة الحماية الميدانية، في وقت تؤكد فيه إسرائيل أن اغتيال أبو شباب لن يؤثر على "قدرتها الاستخباراتية" داخل القطاع.

لكن العملية، بغضّ النظر عن تفاصيلها، حملت رسائل واضحة مفادها أن المقاومة ما تزال قادرة على العمل وتنفيذ عمليات نوعية حتى داخل مناطق السيطرة الإسرائيلية المباشرة.

رسالة المقاومة


بالنسبة لكتائب القسام، فإن التخلص من شخصية مثل أبو شباب يمثل وفق خطابها تأكيداً على استمرار تفكيك الشبكات المرتبطة بإسرائيل،

ورسالة كذلك، بأن التعاون الأمني أو التجسس داخل قطاع غزة لن يكون له مآل سوى “الملاحقة الحتمية”.

ختاما، فعملية اغتيال ياسر أبو شباب تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول حجم الاختراق المتبادل بين طرفي الصراع، وقدرة المقاومة على العمل داخل مناطق عسكرية إسرائيلية مغلقة.

كما تكشف هشاشة المنظومة الاستخباراتية رغم التطور التكنولوجي الهائل الذي تعتمد عليه إسرائيل، وتعيد النقاش حول مستقبل الأمن داخل غزة في ظل حرب مفتوحة ومعقدة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك