واقع الهشاشة العميقة التي يعيشها ملايين المهاجرين المغاربة بالخارج

واقع الهشاشة العميقة التي يعيشها ملايين المهاجرين المغاربة بالخارج
دولية / الأحد 16 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب:إسبانيا

رغم أن المغرب ما فتئ يقدّم نفسه رسمياً باعتباره “بلد جاليته الكبرى في الخارج”، إلا أن الواقع يكشف أن ملايين المغاربة المهاجرين يعيشون اليوم واحداً من أكثر الفترات هشاشة وعنفاً في تاريخهم: هوية متصدعة، حماية ضعيفة، دبلوماسية غير فعّالة، وعلاقة مع الدولة قائمة بالأساس على تحويلاتهم المالية فقط.

1. اقتصاد يعتمد على الجالية ودولة تتخلى عنها

وفقاً لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE – 2024):

يعيش أكثر من 8 ملايين مغربي خارج الوطن.

تتجاوز تحويلاتهم المالية 110 مليارات درهم سنوياً.

ورغم هذا الدور الاقتصادي الحاسم، فإن أفراد الجالية يعانون من غياب:

تمثيل سياسي حقيقي،

حماية قنصلية فعّالة،

خدمات دبلوماسية حديثة،

سياسات ثقافية تضمن الاندماج والحفاظ على الهوية.

وبذلك تُعامَل الجالية المغربية وكأنها “شبه صرّاف آلي للدولة” أكثر من كونها جزءاً عضوياً من الأمة.

2. دبلوماسية ضعيفة وتزايد في الاستغلال والعنصرية

تشير وكالة الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي (FRA – 2024) إلى أن المغاربة من بين أكثر الجاليات تعرّضاً للعنصرية في أوروبا.

ورغم ذلك، نادراً ما تتدخّل السفارات والقنصليات المغربية للدفاع عنهم أو لتقديم دعم قانوني أو اجتماعي واضح.

3. هوية في حالة انهيار — أجيال جديدة تائهة

تفيد بيانات المنظمة الدولية للهجرة (OIM) بأن:

أكثر من 65% من أبناء المهاجرين المغاربة في أوروبا لم يعودوا يتقنون العربية أو الأمازيغية.

حوالي 40% منهم يشعرون بانفصال كامل عن هويتهم الأصلية.

هذا الانهيار اللغوي والثقافي بات يفرز جيلاً كاملاً يعيش بين عالمين دون انتماء متوازن لأي منهما.

4. استغلال مهني ممنهج

حسب معطيات يوروستات (Eurostat – 2024):

يُعدّ المغاربة من أكثر العمال عرضة للعقود الهشة في إسبانيا وإيطاليا.

60% من المهاجرين المغاربة في إيطاليا يعملون في قطاعات تعتمد على اليد العاملة الرخيصة وظروف الشغل القاسية.

5. جالية تفقد الثقة في مؤسسات بلدها الأصلي

وفق دراسة MIGRA–OCDE (2024):

70% من المغاربة المقيمين بالخارج لا يثقون في مؤسسات الدولة المغربية.

و30% يفكرون في التخلي عن الجنسية المغربية في المستقبل إذا لم تتحسن أوضاعهم وحقوقهم.

6. هفوات القنصلية العامة بمورسيا وبيروقراطية ترهق الطلبة والمهاجرين

يشتكي العديد من الطلبة المغاربة في جهة مورسيا، إضافة إلى بعض أفراد الجالية، من ضعف الخدمات القنصلية وتراكم البيروقراطية داخل القنصلية العامة، مما يزيد من تعقيد حياتهم الإدارية والدراسية.

ومن أبرز الشكايات المتكررة:

طول آجال معالجة الوثائق مثل التجديدات، التصديقات، أو شهادات الدراسة والوكالات.

غياب منصات رقمية فعّالة لتتبّع الملفات أو أخذ المواعيد.

نقص في التواصل مع الطلبة بخصوص الإجراءات الجديدة أو الوثائق المطلوبة.

ازدحام شديد في بعض الفترات دون تنظيم محكم أو مسارات واضحة لاستقبال المرتفقين.

ضعف الاستجابة للشكايات الفردية المتعلقة بالمنح، الدعم الاجتماعي، أو المشاكل القانونية التي تواجه بعض الطلبة.

ويرى العديد من الجمعيات الطلابية أن هذه الاختلالات تتعارض مع الخطاب الرسمي حول “عناية الدولة بمغاربة العالم”، وتزيد من الإحساس المتنامي بأن الجالية، خصوصاً الطلبة، غير مدعومة بما يكفي رغم مساهمتها الكبيرة في صورة المغرب بالخارج وفي تنمية البلاد عبر التحويلات.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك