معركة باغرام.. طالبان تتحدى وترامب يهدد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

نفى رئيس أركان الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت بشكل قاطع وجود أي مفاوضات لتسليم قاعدة باغرام الجوية للولايات المتحدة، مؤكدا أن أي تفريط في أراضي البلاد أمر مستحيل، ومشددا على أن الشعب الأفغاني لن يقبل التنازل عن شبر واحد بعد تضحيات امتدت لعقود في مواجهة الاحتلال.

وفي كابل، حرص فطرت على طمأنة المواطنين بأن لا مجال للتفاهم مع أي قوة أجنبية بشأن القاعدة، متهكما على ما وصفه بغطرسة القوى العظمى التي سبق أن جربت صمود الأفغان طيلة عشرين عاما من الحرب والدمار ولم تتمكن من إخضاعهم.

الحكومة الأفغانية من جانبها أوضحت في بيان رسمي أن موقفها صريح تجاه واشنطن، وأن استقلال البلاد وسيادتها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مشددة على أن سياستها الخارجية تقوم على التوازن وبناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة لا على الإملاءات والتهديدات.

تصريحات كابل جاءت ردا على تهديد مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي صعّد لهجته قائلا إن “أمورا سيئة” ستحدث إذا لم تستعد بلاده القاعدة، مبررا طلبه بموقع باغرام الإستراتيجي قرب الصين ومصانع أسلحتها النووية، ومعتبرا أن الانسحاب الأميركي عام 2021 كان خطأ فادحا منح طالبان والصين مكسبا مجانيا.

ورغم محاولات بعض الدبلوماسيين الأميركيين، مثل زلماي خليل زاده، فتح باب لتفاهمات أوسع مع طالبان تشمل احتمالية استخدام القاعدة في عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب، فإن الموقف الرسمي في كابل بدا حاسما في رفض أي عودة للوجود العسكري الأميركي، لتبقى باغرام عنوانا جديدا لصراع السيادة والإرادة بين طالبان وواشنطن.