أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في حديث ناري لقناة الجزيرة نت، خرج
الرئيس التونسي الأسبق، "المنصف المرزوقي"، عن صمته ليطلق سلسلة من
التصريحات التي وصفت بـ"القنبلة السياسية"، مؤكداً أن الرئيس الحالي قيس
سعيّد سيُحاكم لا محالة بتهمة الخيانة العظمى، واصفاً الوضع الراهن في البلاد
بـ"الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة وتحوّلها إلى أدوات قمع".
أوضح المرزوقي أن النخبة السياسية
التي تواطأت مع الثورة المضادة تتحمل المسؤولية الكاملة عمّا وصلت إليه تونس،
مضيفاً أن الأمل الوحيد اليوم هو في صمود فئات الشعب الرافضة للعودة إلى مربع
الاستبداد.
كما أشار إلى أن الشعب التونسي بدأ
يستعيد وعيه تدريجياً، وأن نهاية المرحلة الظلامية باتت قريبة جداً .
لم يوفر "المرزوقي" في نقده
الإعلام الرسمي، قائلاً إن الإعلام لعب دوراً محورياً في التلاعب بالعقول وتشويه
الثورة ومكتسباتها، واصفاً المرحلة التي تلت رحيل بن علي بأنها مرحلة خُدِع فيها
التونسيون بشعارات كاذبة ووجوه مزيفة صعدت على حساب الحالمين بالحرية.
وفي وصفه للمشهد القضائي، أشار
المرزوقي إلى أن النظام الحالي يعيد إنتاج الأساليب "البورقيبية
والديكتاتورية البنعلية"، من خلال تجنيد قضاة وصفهم بـ"المرتزقة"،
ممن يحكمون بناء على الإملاءات لا القوانين، مؤكدًا أن قيس سعيّد لا يختلف عن
أسلافه، بل ربما تفوق عليهم في تحويل القضاء إلى أداة لتصفية الخصوم.
وسخر المرزوقي من المفارقة المتمثلة
في أن قيس سعيّد الذي درّس القانون لعقود، يقود اليوم حملة اعتقالات ضد القضاة
والمحامين والصحفيين بتهم ملفّقة لا أساس لها، مشيراً إلى أن هذا دليل إضافي على
"تفكك الدولة وتحوّلها إلى هيكل فارغ تحكمه نزوات فردية".
وأضاف أن المشهد الحالي في تونس لا
يترك مجالاً للحياد، فإما الانحياز إلى القيم التي خرج من أجلها التونسيون في
2011، أو السقوط في فخ الاستبداد مجدداً، مشدداً على أن التاريخ لن يرحم
المتواطئين، وأن ساعة الحساب آتية .
واعتبر أن التهم الموجهة للمعتقلين
السياسيين اليوم أشبه بالمسرحيات الرديئة، حيث لا يوجد أدنى احترام للإجراءات
القانونية، بل مجرّد مشاهد مرتبة سلفاً لإضفاء شرعية على قمع مكشوف، مطالباً
المنظمات الدولية بكسر صمتها والضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين.
في ختام حديثه، أكد المرزوقي أن
محاكمة الرئيس قيس سعيّد باتت ضرورة وطنية وأخلاقية، لا فقط من أجل ما ارتكبه من
تجاوزات، بل من أجل إنقاذ ما تبقى من الجمهورية، معلناً أن كل من ساند هذا المسار
الانقلابي سيتحمل مسؤولية تاريخية أمام الأجيال القادمة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك