المرأة المبدرة.. حين يتحول التبذير إلى لعنة تهدم البيوت بدل أن تعمرها

المرأة المبدرة.. حين يتحول التبذير إلى لعنة تهدم البيوت بدل أن تعمرها
المرأة / الاثنين 21 يوليو 2025 - 12:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

التبذير ليس مجرد سلوك مالي خاطئ، بل هو نمط حياة مدمر حين يتحول إلى عادة يومية لدى بعض النساء. فالكماليات التي تُشترى بلا حاجة، والمظاهر الزائفة التي تُلاحق باستمرار، تفرغ الجيوب وتستنزف الطمأنينة داخل الأسرة، حتى يتحول البيت إلى ساحة صراع بين الرغبة في الاستعراض والحاجة إلى الاستقرار.

المرأة المبدرة للمال لا تدرك أن بناء الأسرة لا يحتاج إلى مظاهر باذخة، بل إلى وعي وحكمة في التسيير، وقلوب عامرة بالحب والمسؤولية. فأن تبذر في التوافه يعني أنها تعجز عن ترتيب الأولويات، وهذه علامة خطيرة في ميزان النضج الأسري.

كل درهم يُهدر على الكماليات يمكن أن يكون لبنة في مستقبل الأبناء أو وقودًا لدفء الحياة الزوجية، لكن المبدرة لا ترى الأمور بهذا المنظار، بل تنشغل بالمظهر على حساب الجوهر، فتصرف على التجميل والأزياء والسهرات أكثر مما تصرف على التعليم والصحة والاحتياجات الأساسية.

المرأة التي تعيش بمنطق “أنفق لأكون” لن تستقر أبدًا، لأن التبذير يولّد الفراغ، والفراغ يولّد التوتر، والتوتر ينسف العلاقة الزوجية من جذورها.

أما المرأة “الحدقة”، فهي التي تدير بيتها بذكاء، تصنع من القليل الكثير، وتحول التفاصيل البسيطة إلى لحظات دافئة، وتعرف كيف تضبط مصاريفها دون أن تبخل، وتكرم زوجها وأبناءها دون أن تتورط في إسراف.

الحدقة ليست بخيلة، بل راشدة، تؤمن أن التوازن في الإنفاق فن لا تتقنه إلا القليلات، وتفهم أن إدارة البيت لا تتطلب ميزانية ضخمة بل رؤية ناضجة.

من تتقن التدبير المنزلي، تزرع الطمأنينة في قلب الرجل، وتمنحه شريكًا يعتمد عليه، لا عبئًا إضافيًا يُثقل كاهله في كل نهاية شهر.

المرأة المبدرة تضع المال في المكان الخطأ، وتحول بيتها إلى ساحة استهلاك دائم، وتربّي أبناءها على ثقافة المظاهر بدل القيم، فتفشل في التربية قبل أن تفشل في التدبير.

الزواج ليس ميدانًا للمقارنات مع الجارات والصديقات، ولا مضمارًا للتنافس في الماركات والأثاث والمجوهرات، بل هو مسؤولية واحتواء وشراكة في بناء حياة.

المرأة التي تبذر اليوم في التوافه، ستبكي غدًا حين تجد بيتها على حافة الانهيار، لا لشيء سوى لأنها لم تحسن التعامل مع المال ولم تفهم قيمة البساطة.

الحدقة تشتري ما تحتاجه فقط، وتجعل من بيتها مملكة راقية دون بهرجة، وتزرع الرضا في النفوس قبل أن تملأ الخزائن بالمشتريات.

التبذير يعكس خواء داخليًا، ونقصًا في تقدير الذات، فالمبدرة تحاول ملء ذلك الخواء بشراء الأشياء لتعويض شعور بالنقص أو الفراغ، وهو ما يقودها إلى طريق الفشل الأسري.

المرأة الذكية هي التي تفكر ألف مرة قبل أن تصرف درهمًا واحدًا، لأنها تعلم أن بناء البيت لا يكون بالإسراف، بل بالحكمة والبصيرة.

الأسرة التي تقودها امرأة مبذرة، تكون دائمًا على صفيح ساخن، لا استقرار فيها ولا ادخار، بل توتر دائم وهمّ لا ينتهي.

المرأة الحدقة تحوّل مائدة بسيطة إلى وليمة، وتزين غرفة ضيقة وكأنها قصر، وتخلق أجواءً أسرية دافئة دون أن تنفق ثروة.

أما المرأة المبدرة، فلا تعرف طعم الرضا، تشتري اليوم وتندم غدًا، تعيش حالة من الهوس الاستهلاكي، وتجر معها الأسرة إلى حفرة من الديون والعجز.

حين تسير المرأة بوعي، يكون البيت جنة، وإن سارت وراء نزواتها، يتحول البيت إلى جحيم.

المظاهر قد تبهر، لكنها لا تدوم، بينما المرأة الراشدة تترك أثرًا عميقًا في القلوب، وذكرى جميلة في تفاصيل الحياة.

التاريخ يذكر النساء العظيمات اللاتي صنعن المجد بالتقشف والصبر، لا أولئك اللاتي غرقن في التبذير واللهاث خلف المظاهر.

وفي النهاية، تبقى المرأة الحدقة هي التي تملك ناصية السعادة الأسرية، لأنها ببساطة تفهم أن المال وسيلة للعيش الكريم، لا وسيلة للاستعراض العقيم.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك