الدرهم يصمد والبورصة تتراجع..الثلاثاء الذي خيمت عليه سحابة الحذر في سوق المال المغربي

الدرهم يصمد والبورصة تتراجع..الثلاثاء الذي خيمت عليه سحابة الحذر في سوق المال المغربي
اقتصاد / الثلاثاء 15 يوليو 2025 - 15:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء

بينما تماسك الدرهم المغربي بقوة أمام كل من اليورو والدولار الأمريكي، شهدت بورصة الدار البيضاء يوم الثلاثاء هدوءًا ثقيلًا لم يخلُ من التراجع، في مشهد اقتصادي يعكس حذر المستثمرين وترقبهم لما هو قادم.

رغم التحركات المعتدلة في الأسواق العالمية، سجّل المؤشر الرئيسي MASI في جلسة الإثنين تراجعًا ملموسًا بنسبة قاربت نصف النقطة، ليقف عند حدود 18,920 نقطة، في غياب بيانات مؤكدة لجلسة الثلاثاء حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وهو ما يزيد من الشكوك حول احتمال استمرار هذا الاتجاه في المدى القريب. ويأتي هذا الانخفاض بعد أسابيع من الانتعاش الذي عرفته البورصة المغربية، حيث قفز المؤشر بأكثر من عشرين في المئة خلال الربع الأول من السنة.

اللافت أن هذا التراجع في الأسهم لم ينعكس على قيمة العملة الوطنية، حيث واصل الدرهم المغربي أداءه المستقر أمام أبرز العملات العالمية. فقد سجلت أسعاره أمام الدولار الأمريكي متوسطًا بلغ حوالي 0.1108 دولار لكل درهم، وهو مستوى يعتبر جيدًا في سياق تذبذب الدولار عالميًا. أما أمام اليورو، فقد ظل الدرهم محافظًا على وتيرته الهادئة، متداولًا في حدود 0.095 يورو للدرهم الواحد دون مفاجآت تذكر.

وتعكس هذه الأرقام توازنًا دقيقًا في المشهد المالي المغربي؛ حيث تصر العملة الوطنية على الحفاظ على موقعها في سوق الصرف، بينما تسير البورصة على خطٍ متقلب قد يكون عنوانه الحذر أو بداية تصحيح داخلي لأسعار أسهم ارتفعت بقوة في الأشهر الماضية.

الخبراء يرون أن استقرار سعر صرف الدرهم في وجه تقلبات الأسواق الخارجية يعكس صلابة السياسة النقدية المغربية، لكنه لا يعفي من طرح تساؤلات حول محدودية تأثير هذا الثبات النقدي على أداء البورصة نفسها. فهل هو انعزال بين السوقين أم أن ما خفي أعظم؟

وبين بورصة تنحني قليلاً تحت وطأة التردد، وعملة تستعرض تماسكها أمام الكبار، يبقى الاقتصاد المغربي في مفترق طرق يفرض يقظة قصوى واستعدادًا لمواجهة أي مفاجآت قد تخبئها الأيام المقبلة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك