
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
طيلة يوم امس الاحد ، كان الخبر الطاغي
والاكثر انتشارا لدى جارتنا الشرقية هو خبر وفاة الملك محمد السادس ، وحاول نظام
الجنرالات المسنين ان يرسخوه ويوهموا الشعب الجزائري الشقيق بصحته .
ما يثير الشفقة في هذا العمل الصبياني
هو ان الكابرانات لا يعلمون ان حبل الكذب قصير . فهل يمكن ان يموت الملك المغربي
ولا تنقل الخبر وكالات انباء العالم وعلى رأسها
وكالة الانباء المغربية "لاماب" ، وإلى متى يمكن إخفاء خبر جد
هام مثل هذا .
لقد مر يوم ولم نقرا ولو حتى خبرا
قصيرا عن مرض المرض فبالاحرى وفاته ، ومن تم تعزيز الرواية الجزائرية . لكن
جيراننا هم الوحيدون المنفردون بهذا الخبر الغريب العجيب .
ليست هذه المرة الاولى التي يطلقون
فيها مثل هذه الإشاعة . ومع ذلك فهم لا يكلون ولا يملون من الترويج له بين الفينة
والاخرى لغرض في انفسهم المريضة .
لماذا يا ثرى يستمرون في نشر هذه الكذبة كلما توصلوا بالتعليمات ،
إنهم يسعون من وراء ذلك لنشر الفتنة بالمغرب ومحاولة ضرب امنه واستقراره . ظنا
منهم انه بمجرد ما يسمع المغاربة بوفاة ملكهم سيقصدون القصر الملكي من اجل الثورة
او الانقلاب لا قدر الله .
هؤلاء الاغبياء لا يعلمون ان الشعب
المغربي قاطبة يجمعون على ان افضل نظام للمغرب هو النظام الملكي ، وان المغاربة
يعشقون ملوكهم . وكلنا نذكر حين رمت الاسر
المغربية بحساء إفطار رمضان حين سمعوا خبر وفاة الملك محمد الخامس .
ولا ننسى الملايين التي حضرت جنازة
الملك الراحل الحسن الثاني ، فضلا عن كبار رؤساء العالم الذين تقدموا الجنازة
ومشوا لمسافة طويلة من اجل حضور مراسيم الدفن .
لن ينمحي من ذاكرتنا مشهد تنقل
المواطنين المغاربة مشيا على الاقدام ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حب
المغاربة لملوكهم .
اما خبر مرض الملك محمد السادس فالقصر
اول من يعلن عنه ، ويصدر بلاغا بهذا الشان ، مرفوقا بتقرير طبيبه الخاص . و هو
الاول من حيث الاهمية لدى المغاربة ، والمغاربة من طنجة الى لكويرة بهتمون به
ويتضرعون إلى الباري عز و جل ان يشفيه .
لقد صدمهم الملك بتدشينه لمشاريع جديدة
بميناء الدار البيضاء وجن جنونهم بعدما روجوا لمرضه الخطير الذي اوصله للموت
السريري وفق روايتهم .
ولا يسعنا بهذا الخصوص إلا ان نطمئن
اشقاءنا ان المغرب دولة مؤسسات ، ولا يمكن ان تخفي خبر قائدها الاول إن حدث ذلك .
وحتى إن مات لا قدر الله ، فالمغاربة يؤمنون بمنطق "مات الملك ، عاش
الملك" .
لذلك ، فلا تنتظروا حدوث انقلاب او
ثورة بعد وفاة الملك ، فالملكية هي النظام السائد بالمغرب منذ قرون ، والمغاربة هم
من اختاروها . وملوكهم من سلالة خير البرية عليه الصلاة والسلام .
وفي الاخير ، نهمس في أدن أشقائنا ان
البحث عبر محرك البحث عن اسم الملك محمد السادس تصدر التريند . وهذا إن دل على شيء
إنما يدل على اهمية ملكنا وان العالم مهتم به وباخبار جلالته . عكس من اختفى ولم
ينتبه لاختفائه احد .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك