مرضٌ في البطن أم هروب من العدالة؟ نتنياهو ينهار تحت وطأة الفساد والجرائم

مرضٌ في البطن أم هروب من العدالة؟ نتنياهو ينهار تحت وطأة الفساد والجرائم
ديكريبتاج / الاثنين 21 يوليو 2025 - 08:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

بينما كانت المحكمة المركزية في تل أبيب تستعد لمساءلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم الفساد الخطيرة، أعلنت الحكومة عن إصابته المفاجئة بالتهاب معوي ناتج عن تناول طعام فاسد، الأمر الذي أثار شكوكًا واسعة واتهامات مباشرة له بالتهرب من المساءلة. مشهد الغياب هذا لم يكن الأول، بل جزء من سلسلة أعذار واهية، يتقنها نتنياهو في كل مرة يقترب فيها من لحظة الحقيقة.

يعيل فريدسون، الصحفية القانونية البارزة في صحيفة "هآرتس"، لم تتوانَ عن وصف الأمر بوضوح حين قالت إن "ادعاء المرض هو محاولة مفضوحة للتهرب من المحاكمة"، مشيرة إلى أنه يجب على القضاة التحرك بسرعة وجدولة جلسات استثنائية رغم العطلة القضائية الممتدة حتى سبتمبر. ويبدو أن نتنياهو، الذي يُفترض أن يمثل أسبوعيًا أمام المحكمة، بات يتفنن في استخدام الأمراض غطاءً للهروب.

حقيقة الوضع الصحي لنتنياهو ليست جديدة على الرأي العام، فقد خضع في السنوات الأخيرة لسلسلة تدخلات طبية حساسة، من تركيب منظم لضربات القلب، إلى جراحة لاستئصال البروستاتا، وتنظير القولون، وعمليات أخرى بسبب مشاكل في القلب والجهاز الهضمي. ومع كل استحقاق سياسي أو قضائي حاسم، كانت تظهر حالة صحية مفاجئة تُبقيه بعيدًا عن الأنظار لبعض الوقت.

وفي خضم هذا المشهد، لا يمكن إغفال السياق الأوسع: نتنياهو ليس فقط متهماً بالفساد المالي، بل هو أيضًا مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بسبب ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، حيث تقود إسرائيل بقيادته حرب إبادة منذ أكتوبر 2023، تسببت في مقتل وجرح أكثر من مئتي ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وخلّفت مجاعة ونزوحًا ودمارًا غير مسبوق.

سقوط نتنياهو لم يعد احتمالًا سياسيًا فقط، بل يبدو سقوطًا أخلاقيًا وصحيًا وقانونيًا يتعمق كل يوم. ومع كل حيلة طبية جديدة يعلنها مكتبه، تزداد قناعة الرأي العام أن الزعيم الإسرائيلي المخضرم يحاول يائسًا أن يمدد بقاءه فوق ركام العدالة، فيما التاريخ يسجل كل لحظة من لحظات انكشافه المتدرج أمام جرائمه وفساده.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك