شموخ الكبار في ميدان العدالة تكريم "عبداللطيف الشنتوف" ووداع "عبدالرزاق الجباري" على إيقاع الاحترام والعرفان

شموخ الكبار في ميدان العدالة تكريم "عبداللطيف الشنتوف" ووداع "عبدالرزاق الجباري" على إيقاع الاحترام والعرفان
ديكريبتاج / الثلاثاء 20 مايو 2025 - 12:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في حفل يليق بالكبار، ويعكس رمزية الوفاء في أوساط العدالة المغربية، شهد المعهد العالي للقضاء لحظة مؤثرة عنوانها التكريم المستحق لرجل بصم مساره القضائي بصدق وعطاء لا ينضب، إنه الدكتور "عبد اللطيف الشنتوف"، الحفل الذي بادر إليه نادي قضاة المغرب، تميّز بحضور الأستاذ "عبدالرزاق الجباري"، أحد أعمدة السلك القضائي بدوره، والذي اختار الترجل عن الترشح لولاية ثانية على رأس النادي، في خطوة تعكس سموّ النفس ورقيّ الاختيار.

كلمات "الجباري"، التي نطقت بها المواقف أكثر من الحروف، كانت اعترافًا وافرًا بجهود "الشنتوف" الذي ترأس نادي القضاة لولايتين متتاليتين في السابق، إذ أشار إلى أن هذا التكريم ليس مجرد لحظة بروتوكولية، بل عربون وفاء لرجل خدم العدالة بروح نزيهة ومسؤولية عالية، وبصم اسمه في سجل رموز القضاء المغربي الذين اختاروا طريق البناء على درب الاستقلالية والنزاهة والكرامة المهنية، نقلا عن مصادرنا.

فعلا "عبداللطيف الشنتوف"، كما عرفته ويعرفه الكثيرون من رجال القانون والصحافة، ليس فقط قاضياً متمرساً، بل شخصية إنسانية تجيد الإنصات والتفاعل، وهو ما جعل حضوره في الإعلام، وفي النقاشات المجتمعية، دوماً راقياً وفعّالاً.

شخصيته المتواضعة التي تأبى أن تتوارى خلف الألقاب والمناصب، جعلت منه قدوة لطلبة القانون وشباب القضاة، كما جسّد المعنى الحقيقي لعبارة "السلطة القضائية ليست سلطة فوق المجتمع، بل في خدمته" طيلة مسار تحمل المسؤولية .

أما عن الأستاذ "عبدالرزاق الجباري"، الذي اختار ألا يجدد ترشحه رغم المكانة الرفيعة التي يحظى بها، فقد ودّع المنصب لا حباً في الابتعاد، بل إيماناً بالتداول وفسح المجال لجيل آخر من القضاة المؤمنين بالإصلاح من الداخل.

وهو القاضي المتمكن الذي لم يقتصر عطاؤه على الميدان القضائي فقط، بل نقل تجربته إلى الطلبة والباحثين عبر المحاضرات المفتوحة بإستمرار وأيضا الرقمية، إيماناً منه بأن القضاء لا ينفصل عن المعرفة، وأن القاضي في خدمة الوعي المجتمعي لا العكس.

هؤلاء هم من يحتاج إليهم المغرب في مساره نحو قضاء مستقل وفعّال، رجال بحجم "عبداللطيف الشنتوف" والمحترم "عبدالرزاق الجباري"، ممن اختاروا العطاء لا الأضواء، وخدمة الصالح العام لا الوجاهة، إنهم من يزرعون الثقة في مؤسسة العدالة، ويدفعون بها لتكون الحصن الحقيقي لدولة الحق والقانون إنسجاما مع الرؤية الملكية السامية.

التكريم هنا لا يُقاس بحجم التصفيق، بل بما زرعه هؤلاء في نفوس زملائهم، وفي ضمائر المغاربة، أعلنوا أن هناك قضاة وقاضيات من معدن نادر، لا يركبون الأمواج، بل يصنعون الموجة نحو الشفافية، والعدالة، والمواطنة الحقة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك