أنتلجنسيا المغرب:ل.مطرفي
انتشرت في الآونة الأخيرة، إشاعات وأنباء مفادها أن إسرائيل والرئيس الأمريكي الجديد/القديم دونالد ترامب، يسعيان إلى تهجير فلسطينيي غزة نحو أراض مغربية.
والمثير في الأمر، أن بعض وسائل الإعلام العربية، بما في ذلك قناة "الجزيرة" القطرية، ركزت بشكل كبير على مثل هذه الإشاعات.
نفي رسمي وردود فعل متباينة
في تصريح رسمي، نفى وزير الدفاع الإسرائيلي بشكل قاطع ما يتم ترويجه حول وجود مخطط لتهجير بعض سكان غزة إلى المغرب، مؤكداً أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة وتندرج ضمن حملات التضليل الإعلامي التي تواكب الحرب الدائرة في القطاع. وجاء هذا التصريح بعد تداول عدة تقارير إعلامية تشير إلى وجود توجهات إسرائيلية لنقل جزء من سكان غزة إلى دول أخرى، من بينها المغرب.
الوزير الإسرائيلي شدد على أن إسرائيل لا تملك أي مخطط رسمي أو غير رسمي بهذا الشأن، معتبراً أن القضية الفلسطينية أعقد من أن يتم حلها بمثل هذه الإجراءات. وأضاف أن أي قرار يتعلق بمصير سكان غزة يجب أن يكون مبنياً على معطيات سياسية متوافق عليها دولياً، وليس وفقاً لإشاعات لا تخدم سوى أجندات معينة.
التركيز الإعلامي العربي على المغرب..لماذا المغرب تحديداً؟
ما يثير الانتباه في هذه القضية ليس فقط نفي إسرائيل لهذه المزاعم، ولكن أيضاً حجم التركيز الإعلامي العربي، خاصة من قنوات مثل الجزيرة والقنوات الجزائرية، على الزج بالمغرب في هذا الموضوع دون غيره من الدول. فرغم تداول أخبار مشابهة عن دول أخرى، إلا أن المغرب كان الهدف الأول للتحليلات والتكهنات.
البعض يرى في هذا التركيز الإعلامي نوعاً من "المحبة العميقة" التي يكنها هؤلاء للمغرب، حيث يتم التعامل معه كمحور مركزي في النقاشات السياسية، حتى في قضايا لا تمت له بصلة مباشرة. هذه الظاهرة تطرح عدة تساؤلات حول الأجندات الخفية وراء هذا التناول الإعلامي، خاصة عندما يتم تقديم المغرب كطرف في قضايا لا تعنيه بشكل مباشر.
ما المطلوب الآن؟ التركيز على الأولويات الوطنية
بدل الانجرار وراء محاولات الزج بالمغرب في صراعات خارجية، يفرض الواقع ضرورة التركيز على القضايا الوطنية الأساسية، مثل تعزيز الديمقراطية، تطوير البنية التحتية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. المغرب يملك من الملفات الكبرى ما يجعله أكثر انشغالاً بمستقبله الداخلي، سواء من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، أو عبر المضي قدماً في الإصلاحات الكبرى التي تعزز مكانته إقليمياً ودولياً.
الرهان اليوم هو على تقوية المؤسسات الوطنية، والاستثمار في الشباب، وتطوير الاقتصاد لمواكبة التحديات العالمية، بدل إضاعة الوقت في نقاشات لا تضيف شيئاً لمسار البلاد. فالمغرب ليس بحاجة للدخول في صراعات لا طائل منها، بل يحتاج إلى أن يبقى مركزياً في قضاياه الوطنية، متحرراً من أي محاولات لجره إلى معارك لا تخدم مستقبله.
من يريد الصراع، فليذهب إليه بنفسه
من يريد خوض صراعات إقليمية أو عالمية، فالأجدر به أن يتوجه إلى مناطق النزاع بنفسه، وليس محاولة توريط الآخرين في معارك لا تعنيهم. فالمغرب له أولوياته الواضحة، وهي تحقيق التقدم والتنمية لشعبه، وليس التورط في حروب إعلامية أو سياسية لا نفع منها.
ختاماً، بينما تستمر بعض الجهات في محاولة توظيف الإعلام لخلق أزمات وهمية، يبقى الخيار الأذكى هو التركيز على المسار الوطني، والعمل على جعل المغرب أكثر استقراراً وازدهاراً، بعيداً عن أي تشويش خارجي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك