تاونات تحتفل بالمجد الوطني: مهرجان قمم الجبال يخلد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والانتصار الدبلوماسي في الصحراء المغربية

تاونات تحتفل بالمجد الوطني: مهرجان قمم الجبال يخلد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والانتصار الدبلوماسي في الصحراء المغربية
ثقافة وفنون / الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 09:24 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

في أجواء وطنية حافلة بالاعتزاز والانتماء، احتفت مدينة تاونات خلال الفترة الممتدة من السادس إلى الثامن من نونبر الجاري بالدورة الثامنة عشرة لمهرجان قمم الجبال، الذي نظمته جمعية سفير للثقافة والتنمية بشراكة مع عمالة الإقليم ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، احتفالًا بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في دورة استثنائية امتزج فيها الفن بالوطنية والذاكرة بالتاريخ.

المهرجان لم يكن مجرد حدث فني، بل محطة رمزية جسدت التلاحم بين أبناء الجبال والوطن الكبير، إذ شكل مناسبة لتجديد العهد مع قسم المسيرة واستحضار القيم الوطنية التي رسخها المغاربة منذ خمسة عقود، في وقت صادق فيه مجلس الأمن على القرار الأممي 2797 الذي أكد مجددًا سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، ما أضفى على الدورة طابعًا احتفاليًا مضاعفًا يعانق المجد الدبلوماسي بروح النصر التاريخي.

وقد افتتح المهرجان بفقرات تربوية داخل المؤسسات التعليمية، حيث أطر فنانون مغاربة لقاءات مع التلاميذ لتعريفهم بتاريخ المسيرة الخضراء ورمزيتها، وغرس قيم الوطنية والولاء للوطن في الجيل الجديد، في مبادرة استثنائية تبرز الدور التربوي للفن في صون الذاكرة الجماعية وربط الماضي بالحاضر.

كما عرف الحدث حضور شخصيات فنية لامعة من المسرح والسينما والموسيقى، جرى تكريمها اعترافًا بعطائها في إثراء المشهد الثقافي المغربي، ومن أبرزهم الفنانون محمد خيي، حياة الإدريسي، عبد الواحد التطواني، وفؤاد الزبادي، الذين قدموا تجارب فنية خالدة رافقت وجدان المغاربة في لحظات تاريخية مفصلية، خصوصًا تلك التي وثقت للمسيرة الخضراء وألهبت مشاعر الوطنية في قلوب الملايين.

وشكلت الأغنية الوطنية بدورها محورًا بارزًا في فعاليات المهرجان، حيث تم تكريم روادها الذين ساهموا في تخليد حدث المسيرة الخضراء المظفرة بأعمال خالدة، أكدت أن الفن كان ولا يزال أحد أقوى الأسلحة الرمزية في الدفاع عن الوحدة الترابية وتعزيز الوعي الوطني.

ومن بين الفقرات اللافتة أيضًا نشاط “يد الحنة” التراثي الذي أبرز غنى الضيافة الجبلية وأصالة الموروث الثقافي لتاونات، إلى جانب عروض موسيقية مبهجة أحيتها فرق وفنانون من داخل المغرب وخارجه، من ضمنهم فرقة “ملتقى السلام” بقيادة المايسترو المغربي علي العلوي، والفنانة المصرية راندا رضوان، الذين أضفوا نكهة عالمية على الحدث الوطني.

يونس فائز، رئيس جمعية سفير ومدير المهرجان، أكد أن هذه الدورة كانت مميزة على أكثر من صعيد، ليس فقط لتزامنها مع احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، بل أيضًا لأنها جاءت متوجة بقرار أممي تاريخي يعترف بسيادة المغرب على صحرائه، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار هو ثمرة تلاحم العرش والشعب وإصرار المملكة على المضي في مسار التنمية والوحدة.

أما الفنان محمد خيي، الذي حظي بتكريم خاص، فقد عبّر عن امتنانه العميق للجمهور التاوناتي، معتبرًا أن المهرجان يشكل فضاءً للالتقاء المباشر بين الفنان والمواطن، ويعكس حب الجمهور للفن الوطني، كما أنه يبرز الوجه الثقافي لإقليم تاونات بما يزخر به من مؤهلات طبيعية وتراثية تجعله قبلة للفن والإبداع.

وبحسب المنظمين، فقد جاءت الدورة الثامنة عشرة من مهرجان قمم الجبال تحت شعار "خمسون سنة من مسيرة التنمية والنماء"، لتجسد امتداد المسيرة الخضراء في بعدها التنموي والثقافي، وتؤكد أن روح تلك الملحمة ما زالت تنبض في جبال تاونات، حيث يلتقي الإبداع الفني بوهج الوطنية، ويُجدّد المغاربة العهد على مواصلة المسير تحت راية الوحدة والسيادة.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك