أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
يواصل المترجم المغربي الدكتور والناقد
الكبير "إدريس الخضراوي" إشعاعه الثقافي في العالم العربي، بترجماته
الرصينة التي تجمع بين العمق الفكري والدقة العلمية.
ففي أحدث إنجازاته، صدر له عن دار
الكتاب الجديد المتحدة ترجمة جديدة لكتاب "هل يمكن الفصل بين العمل
والمؤلف؟" لعالمة الاجتماع الفرنسية "جيزيل سابيرو"، في عمل يُعد
إضافة نوعية للمكتبة المغربية والعربية، لما يحمله من إشكاليات فكرية عميقة تتصل
بعلاقة الكاتب بنصه، ومسؤوليته الأخلاقية في الفضاء الثقافي الحديث.
هذا الإصدار يأتي تتويجًا لثلاث سنوات
من الجهد المتواصل، حيث سعى "الخضراوي" إلى تقديم نص أكاديمي متين بلغة
عربية رفيعة، تحافظ على روح الأصل وتمنحه أفقًا جديدًا في الحقل النقدي العربي،
سبق للمترجم أن قدّم نصوصًا كبرى مثل ترجمة كتاب "العيش في مكتبة
العالم" للناقد الفرنسي "وليم ماركس"، ما يؤكد مكانته بين أبرز
المترجمين الذين يجسرون الهوة بين الفكر الغربي والثقافة العربية.
تميّز الدكتور " إدريس الخضراوي"
بقدرته على تقديم الترجمة كفعلٍ ثقافي لا يقل إبداعًا عن التأليف، إذ يحرص على
تكييف النص مع خصوصيات اللغة العربية دون أن يفقد أصالته المفهومية، وبهذا الأسلوب
المتفرّد، منح القارئ العربي فرصة نادرة لولوج عوالم فكرية عميقة كانت حكرًا على
النخب الأكاديمية الغربية، مؤكدًا أن الترجمة ليست مجرد نقلٍ لغوي بل مشروع وعي
حضاري متكامل.
"إدريس الخضراوي" اليوم ليس مجرد
مترجم، بل رمز ثقافي يحظى بتقدير كبير في الأوساط الفكرية العربية، لما يقدّمه من
أعمال ضخمة تشهد له بالكفاءة والنزاهة العلمية، لقد استطاع أن يجعل من الترجمة
منبرًا للحوار بين الثقافات، وأن يرسّخ اسمه كواحد من الأصوات المغربية الأكثر
تأثيرًا في الحقل الثقافي المعاصر.
بهذا الإصدار الجديد، يضيف "الخضراوي"
لبنة أخرى في صرح المعرفة العربية، ويؤكد أن المثقف الحقيقي هو من يُضيء عتمات
الفكرداخل المجتمعات، ويجعل من الكلمة جسرًا للتنوير والتفاهم الإنساني، لا مجرد
وسيلة للتلقين أو العرض الأكاديمي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك