أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
شهد المنتزه الوطني لخنيفرة حدثا
بيئيا غير مسبوق، حيث شارك المغرب لأول مرة في فعاليات اليوم العالمي لتنظيف
البيئة عبر مبادرة مواطنة احتضنها موقع أكلمام ويوان. هذه المبادرة نُظمت في إطار
مشروع "نساء صامدات في الأطلس المتوسط"، المنجز من طرف الوكالة الوطنية
للمياه والغابات بشراكة مع شركة التعاون من أجل التنمية الدولية، وبدعم مالي من
حكومة كندا، ضمن برنامج يمتد إلى سنة 2028.
العملية عرفت مشاركة واسعة من مختلف
مكونات المجتمع المحلي، إذ حضر حوالي خمسين متطوعا، نصفهم من النساء، وأربعون في
المائة من الشباب، إلى جانب التعاونيات المحلية التي انخرطت بقوة في إنجاح هذا
الحدث. وتم خلاله جمع وفرز أطنان من النفايات الصلبة، خصوصا البلاستيك والمخلفات
المنزلية التي تهدد التنوع البيولوجي، إلى جانب غرس ثلاثين شجرة من أصناف الأرز
والبلوط الأخضر وأنواع محلية أخرى، بما ينسجم مع برامج إعادة التأهيل البيئي.
المشاركون أكدوا أن هذا النشاط يشكل
فرصة لتعزيز الوعي البيئي وإبراز دور النساء والشباب في حماية الطبيعة. إحدى
المشاركات، وهي عضو في تعاونية محلية، عبرت عن فخرها بالمساهمة في نظافة منطقتها
وإبراز حضور المرأة في صون الموارد الطبيعية، فيما شدد ممثلو المشروع على أن هذه
المبادرة تجسد التزام الساكنة المحلية بخدمة البيئة ودعم مجهودات الدولة في إعادة
تأهيل النظم البيئية وتعزيز الحكامة المحلية.
التحاق المنتزه الوطني لخنيفرة بهذا
الحدث العالمي يعد خطوة بارزة، حيث انضم إلى التعبئة الدولية التي تجمع ملايين
المتطوعين سنويا في أكثر من 180 دولة. كما يعكس التزام المغرب بمواكبة
الاستراتيجيات البيئية العالمية، ويعزز مكانته كفاعل مسؤول في حماية الطبيعة، خاصة
مع برامج "غابات المغرب 2020-2030" التي تراهن على إعادة تأهيل النظم
البيئية وتعزيز التنمية المستدامة في مختلف جهات المملكة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك