عبدالرزاق بوغنبور : "في يومٍ يشبهني"

عبدالرزاق بوغنبور : "في يومٍ يشبهني"
ثقافة وفنون / الأحد 08 يونيو 2025 - 14:00 / لا توجد تعليقات:

بريشة: الشاعر عبدالرزاق بوغنبور

في هذا اليوم،
أضيء شمعة،
ليس للاحتفال فقط،
بل لأقهر العتمة التي تحاصر العالم.

أكبر عامًا
وتكبر معي الأسئلة،
كيف نحتفل،
وهناك طفل يبحث عن أمه تحت الأنقاض؟
كيف أغني،
وأصوات القنابل تصدح في المساءات البعيدة؟

عام مضى...
وكان للعالم وجه حزين،
رأيت في شاشات الزجاج
عيونا لا تعرف النوم،
وبحارا تبتلع الراحلين إلى "الأمل"،
لكن الأمل لم يكن على الضفة الاخرى.

أكبرُ...
وأحمل على ظهري أمنيات أثقل من حقيبة لاجئ:
أن ينام كل الأطفال دون خوف،
أن تصمت البنادق ولو لمساء واحد،
أن لا يُختزل الإنسان في جواز سفر،
أو لون،
أو لغة.

أو دين،

أحلم بعالمٍ
لا يقاس فيه الإنسان بعدد المتابعين،
بل بعدد القلوب التي يضيئها حين يمر.

عيد ميلادي...
ليس زينة وخبزا وحلوى،
بل وعد أجدده مع نفسي،
أن أكون ضوءا صغيرا،
في نفقٍ طويل.

أن أكتب،
أن أساعد،
أن أرفض الصمت حين يكون الجرح أكبر من الكلام.

فيا أيها الغد،
تعالَ ولو على استحياء،
واحمل في حقيبتك نسمة سلام،
ودفء إنساني،
وغيمة لا تمطر موتا...
بل تمطر وردا في غزة،
وخبزا في الخرطوم،

ورحمة في اليمن "السعيد"
وعيونا مطمئنة في كل ركن من هذا الكوكب.

في يومٍ يشبهني،
أولد من جديد،
لا لأزيد عدد السنين،
بل لأقلص عدد الخيبات،
وأزرع مكانها...
حلْما ينبت إنسانا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك