كناوة 2025: عودة الأساطير، تمرّد الإيقاع، وموجات تمزج الأرواح

كناوة 2025: عودة الأساطير، تمرّد الإيقاع، وموجات تمزج الأرواح
ثقافة وفنون / الجمعة 06 يونيو 2025 - 13:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

وسط نسيم الأطلسي العابر لجدران مدينة الصويرة العريقة، تنبعث من جديد أنفاس مهرجان كناوة في دورته السادسة والعشرين، حاملة توقيعًا فنيًا جريئًا يعكس روح التمرد الموسيقي والتلاقي الثقافي.

المنصتان الأساسيتان، الشاطئ وبُرج باب مراكش، تتحولان إلى مسارح ساحرة تستقبل رموز فن كناوة العالمي، من المعلم باقبو إلى المعلم كويو، في عروض تحتفي بالجذور وتحتضن المستقبل.

ليست مجرد حفلات، بل طقوس موسيقية تعيد إحياء الأسرار القديمة بإيقاعات حداثية تمخر عباب الحواس.

بُرج باب مراكش، الحصن الذي يشهد على عبق التاريخ، يتحول إلى محراب موسيقي مع غروب الشمس، حيث يُنصت الزمان لعزف "DUOUD" الثائر وأصداء المعلم أمليل العميقة.

 في هذا الفضاء الحميمي، تتجلى عبقرية المزج بين العود الإلكتروني، وتأملات الشرق، وصرخات الجنوب.

أما منصة الشاطئ فتنتفض تحت خطوات فنانين شباب يشعلون الحماس بطاقاتهم الأصيلة، ويجددون طقوس كناوة بنبض عصري متمرد، حيث يصعد اسم رضوان القصري إلى واجهة المشهد بإبداع متجذر ينظر للمستقبل بثقة.

350 فنانًا، 54 حفلا، وعبور فني من عمق إفريقيا إلى ضفاف الكاريبي، كلها تنصهر في مهرجان يُعيد تعريف معنى اللقاء الثقافي.

هنا لا مجال للصمت، فكل نغمة تُحاور، وكل رقصة تحتج، وكل صوت يُطالب بعدالة الإيقاع وكرامة الفن.

كناوة 2025 ليست مجرد دورة مهرجانية، بل لحظة مقاومة موسيقية ضد النمطية، واستحضارٌ للروح الكونية في مدينة تعزف على وترها الخاص منذ قرون.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك