أنتلجنسيا المغرب:أبو آلاء
مع انطلاق كأس إفريقيا 2025 بالمغرب، أطلقت منظمات وخبراء في الأمن السيبراني ناقوس الخطر، محذرين من تصاعد مقلق للهجمات الإلكترونية التي تستهدف هواتف المغاربة، حساباتهم البنكية، ومؤسساتهم، في لحظة استثنائية تحولت فيها التظاهرة الرياضية إلى فرصة ذهبية لشبكات القرصنة والاحتيال الرقمي.
تحذيرات صدرت عن منابر إعلامية أجنبية متخصصة كشفت تسجيل محاولات اختراق واسعة تزامنت مع مباراة الافتتاح، حيث توصل مواطنون برسائل مجهولة المصدر تتضمن “هدايا” و”أخبارا حصرية” وروابط مشبوهة، هدفها اختراق الهواتف والحواسيب وسرقة معطيات بنكية حساسة، في سيناريو كلاسيكي للاحتيال الإلكتروني المغلف بحمى الكرة.
عدد من الشركات وجدت نفسها في قلب هذه العمليات بعدما استُعملت شعاراتها وعلاماتها التجارية في رسائل مفبركة، ما دفعها إلى إصدار توضيحات عاجلة تبرأت فيها من تلك المراسلات، ودعت زبناءها إلى أقصى درجات الحذر، محذرة من خطورتها ومن العواقب المالية والأمنية المترتبة عنها.
الهجمات لا تقتصر على الأفراد، بل تستهدف بشكل مباشر عمليات اقتناء تذاكر المباريات، عبر إنشاء مواقع وهمية ورسائل مضللة تحاكي المنصات الرسمية، في محاولة لاختراق الحسابات البنكية المرتبطة بعمليات الدفع، وهو ما سبق أن حذرت منه “الكاف” واللجنة المنظمة، داعيتين الجماهير إلى الاعتماد حصرا على القنوات الرسمية وتطبيق “يلا” المخصص لذلك.
خبراء مغاربة معتمدون في مجال الأمن السيبراني أكدوا أن مثل هذه التظاهرات الكبرى تشكل بيئة مثالية لتكاثر الهجمات الإلكترونية، سواء من حيث العدد أو تطور الأساليب، مشددين على أن المغرب بات هدفا مفضلا في الأسابيع الأخيرة، مستفيدا القراصنة من الزخم الجماهيري وضعف الوعي الرقمي لدى شريحة واسعة من المستخدمين.
شركات عالمية متخصصة، من بينها “كاسبرسكي”، نبهت بدورها إلى تضاعف الهجمات السيبرانية واتساع نطاقها، مؤكدة أن الأساليب المستعملة أصبحت أكثر دهاء وتعقيدا، في سياق عالمي يشهد اختراقات كبرى طالت شركات عملاقة مثل غوغل وواتساب وفيسبوك، وأسفرت عن تسريب ملايين المعطيات الحساسة.
وبين فرجة الملاعب وخطر الشاشات، يجد المغاربة أنفسهم أمام تهديد غير مرئي، يؤكد أن معركة الأمن لم تعد فقط في الشوارع والملاعب، بل أصبحت أيضا معركة رقمية مفتوحة، كلفتها قد تكون حسابا بنكيا فارغا أو هوية رقمية مسروقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك