أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
السرعة المفرطة والحركات الاستعراضية والبهلوانية لسائقي
الدراجات النارية في الشارع العام بالقصر الكبير تحوّلت إلى ظاهرة تهدّد السلم
الاجتماعي وتُفقد المدينة أمنها وهدوءها، فهي لا تقتصر على إحداث ضجيج وتهديد
لحياة المارة بل تقوض المكونات الجمالية والخدماتية للمجال الحضري من خلال إتلاف
لافتات التشوير وترك مخلفات من العبوات والزجاجات في الفضاء العام، ما ينعكس سلباً
على صورة المدينة وراحة سكانها وعلى الحق في استعمال الفضاء العام بأمان وكرامة.
تفشي هذه السلوكات يفضح تقاعس آليات الإنفاذ والتأطير الميداني
ويضع علامة استفهام حول فعالية الدوريات الأمنية والحضور الوقائي للأجهزة المختصة،
كما يكشف فراغاً واضحاً في ممارسة المسؤولية من طرف رئيس الهيئة الحضرية بمفوضية
الشرطة الذي يبدو غائباً عن أداء مهامه الأساسية، مما يحوّل القاعة العامة إلى
فضاءٍ ملاذٍ للمخالفين إذا لم تُفرض آليات حازمة للعقاب وردع المخالفين فور وقوع
التجاوزات.
البديل الفعّال يبدأ بتفعيل آلية الإدانة القانونية وتطبيق
عقوبات رادعة على المخالفين لتغرس لدى المواطن قناعة أن أي اعتداء على النظام
العام مهما بدا بسيطاً سيقابله عقاب حاسم، إلى جانب إعادة تنظيم الدوريات وتعزيز
التأطير والتدخل الفوري والرصد المستمر، لأن الاستهانة بالعقاب اليوم قد تتحول
غداً إلى جرائم خطيرة كالسرقات بالخطف والاعتداءات مما يستلزم تحمّل المسؤولين
الأمنيين والمدنيين لمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لردع الانحرافات قبل أن
تتحول إلى كارثة اجتماعية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك