حكومة تُشيح بوجهها عن الجراح المفتوحة في شوارع المغرب

حكومة تُشيح بوجهها عن الجراح المفتوحة في شوارع المغرب
مجتمع / الخميس 04 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: الرباط

في قلب المدن المغربية تتجسد المأساة يوميًا في وجوه المختلين عقليًا الذين يُتركون يجوبون الشوارع بلا حماية ولا علاج، يتحولون مع مرور الوقت إلى أجساد منهكة تتعايش مع الخطر والعنف والبرد والجوع، هذا المشهد الصادم ليس مجرد تفاصيل هامشية، بل هو دليل دامغ على غياب سياسة اجتماعية حقيقية تراعي الفئات الأكثر هشاشة، وتضع الإنسان في صدارة الأولويات كما يفرض ذلك المنطق والدستور والواجب الأخلاقي.

ولم يتوقف الاستهتار عند المرضى النفسيين، بل امتد إلى المرضى النفسانيين الذين يحتاجون رعاية طبية آمنة ودائمة، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مؤسسات صحية منهكة، أقسام مغلقة بلا موارد، وأسر عاجزة، ليبقى المريض رهينة الشارع أو رهينة محيط لا يملك سوى الخوف من انكساره، ما يجري ليس مجرد خلل، بل ترك ممنهج لعشرات الحالات تتفاقم خارج المتابعة الحقيقية.

أما المتشردون من أطفال ونساء وشابات، فقصتهم أكثر إيلامًا. شوارع المدن الكبرى أصبحت حضنًا قاسيًا لهم، تنام فيها طفلات في عمر الورد تحت الضوء البارد للشارع، ويبحث الصبية عن كسرة خبز في القمامة، وتتنقل نساء مطلقات أو متخلى عنهن بين محطات اليأس وحده.

لا مراكز إيواء كافية، ولا سياسات إدماج واضحة، ولا رعاية اجتماعية تتجاوز لغة الخطب والمناسبات.

وإلى جانبهم يقف جيش آخر من مدمني الكحول و"السيليسيون" وغرقى المواد السامة الذين يواجهون مصيرًا يوميًا أسود في غياب برامج للإقلاع والعلاج، حيث يظل الإدمان سرطانًا اجتماعيًا صامتًا ينخر الأسر والأحياء الهشة بلا ردع وقائي حقيقي ولا دعم متخصص، فبدون برامج استباقية دائمة، تتحول هذه الفئة إلى قنبلة اجتماعية تفكك الروابط وتوسع الهوة بين الدولة والمجتمع.

إن الحديث عن البرامج الحكومية لم يعد يقنع أحدًا، فالناس سئموا من مخططات تُعلن كل سنة، وميزانيات تُخصص وتختفي كأنها لم تكن، بينما تبقى الشوارع شاهدة على فشل السياسات في حماية أبسط حقوق الإنسان.

المطلوب اليوم ليس خطابًا جديدًا، بل فعلًا واضحًا، تشريعات جريئة، برامج قابلة للتنفيذ، مراقبة حقيقية للمصاريف، وإرادة سياسية تعيد الكرامة لمن حُرموا منها طويلًا .

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك