أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
تعيش ساكنة حي خريبكة على جنبات واد
بهت بمدينة سيدي سليمان مأساة بيئية وصحية غير مسبوقة، بعدما تحوّل بعض عديمي الضمير
إلى حرق العجلات المطاطية الضخمة الخاصة بالشاحنات، في مشهدٍ يختلط فيه الدخان
الكثيف بالروائح الخانقة، ويغيب فيه أدنى حس بالمسؤولية تجاه الإنسان والطبيعة.
هذه الأفعال التي لا تتم في الخفاء ولا
بعيدًا عن أعين السلطات أصبحت جريمة بيئية متكاملة الأركان تستدعي تدخلًا عاجلًا.
الأدخنة السوداء الناتجة عن هذه
العمليات تملأ سماء الحي وتخنق أنفاس الساكنة، خصوصًا الأطفال وكبار السن الذين
يعانون من أمراض تنفسية مزمنة، العديد من الأسر باتت مجبرة على إغلاق نوافذ
منازلها طوال اليوم خوفًا من تسرب الغازات السامة، فيما غابت الحلول الفعلية التي
يمكن أن تنهي هذا الكابوس اليومي الذي يهدد صحة المواطنين وحياتهم.
وحسب شهادات متطابقة من عين المكان،
فإن وراء هذه الجريمة البيئية أشخاصًا يسعون لاستخراج الأسلاك المعدنية الموجودة
داخل الإطارات المطاطية قصد بيعها مقابل مبالغ زهيدة، دون اعتبار لما يسببه حرقها
من أضرار بيئية وصحية جسيمة، فالهدف الربحي السريع غطى على الوعي الأخلاقي
والبيئي، ليُترك المواطن البسيط وحيدًا في مواجهة دخان سام لا يرحم.
كما تسببت هذه الممارسات في تلويث ما
تبقى من مياه واد بهت الذي جفّ جزء كبير من مجراه، حيث تُرمى بقايا الحرق ومخلفات
المطاط مباشرة في المياه الراكدة، مما يزيد من تدهور البيئة المحلية ويهدد
الكائنات الحية القليلة التي ما زالت تقاوم في هذا الوسط الموبوء. الوضع تجاوز
حدود التهاون وبات يستدعي تحركًا ميدانيًا حازمًا.
وفي ظل هذا الانفلات البيئي، يناشد
سكان حي خريبكة السيد عامل إقليم سيدي سليمان بالتدخل العاجل لوقف هذه الكارثة
البيئية والإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال التي تمثل اعتداءً صارخًا
على الحق في الحياة والبيئة السليمة.
فحماية صحة المواطنين ليست ترفًا، بل
واجب قانوني وأخلاقي يجب أن يعلو فوق كل مصلحة ضيقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك