أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل
في خطوة وُصفت
بالضرورية، أعطت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية انطلاقة الأسبوع الوطني للتحسيس
بمخاطر سموم العقارب والأفاعي من العاصمة الرباط، محاولة دق ناقوس الخطر بشأن ما
تعتبره تهديدًا متجددًا لحياة الآلاف، خاصة في القرى والمناطق الجبلية النائية،
حيث تُسجل أكثر الإصابات سنويًا، وتُعد لسعات العقارب وحدها مسؤولة عن حوالي 25
ألف حالة مسجلة.
الكاتب العام للوزارة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، شدد خلال
اللقاء الرسمي على أن الوزارة تضع هذا التحدي ضمن أولويات الصحة العمومية، مع
التركيز على حماية الفئات الهشة. إلا أن غياب مصل مضاد لسم العقارب منذ سنة 2001،
بحجة عدم فعاليته، يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية النظام الصحي لمواجهة حالات التسمم
بشكل علمي وسريع في المناطق البعيدة عن المراكز المتخصصة.
وبينما يؤكد المسؤولون أن نسبة الوفيات تراجعت بفضل المقاربة
العلاجية الجديدة، فإن عدد الحالات المسجلة يبقى مرتفعًا، خصوصًا في صفوف الأطفال
الذين غالبًا ما يتعرضون للسعات في محيط المنازل أو أثناء اللعب في الحقول، مما
يجعل التوعية وحدها غير كافية دون توفير وسائل إنقاذ ميدانية قريبة وفعالة.
المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، رغم الجهود
المتواصلة، يواجه تحديات هيكلية، أبرزها ضعف التمويل، وقلة الوحدات المتنقلة،
وغياب آليات تدخل عاجلة في القرى البعيدة. فهل تكفي أيام التوعية لإخماد خطر زواحف
سامة تهدد الأرواح كل صيف؟ أم أن هناك حاجة لتغيير عميق في استراتيجية المواجهة؟
بين مؤشرات إيجابية
وانشغالات ميدانية، يبقى الأسبوع الوطني للتحسيس مجرد خطوة ضمن مسار طويل يتطلب
حزمًا أكبر واستثمارًا أضخم، لأن حياة طفل في قرية نائية لا تقل قيمة عن مؤتمر في
العاصمة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك