أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل
بمنصة النهضة التي غصت بالجماهير حد الدهشة،
أعلن المايسترو المغربي أمين بودشار عن نفسه كأحد أبرز نجوم الدورة العشرين من
مهرجان "موازين… إيقاعات العالم"، بعدما بصم حفله الاستثنائي بنفاد
التذاكر ومتابعة تقارب 200 ألف متفرج، في مشهد أعاد للموسيقى المغربية هيبتها،
وللعروض الحية بريقها المفقود. بودشار، الذي كان كعادته دقيقًا في الإعداد وساحرًا
في الأداء، جعل من حفله لحظة لا تُنسى من التفاعل الجمالي الراقي.
في ندوة
صحفية، كشف بودشار عن فرحته العارمة بنجاح الحفل، لكنه لم يكتف بالاحتفاء، بل وجه
رسالة واضحة عن التزامه الدائم بالتجديد الفني، مؤكدًا أن هذا الحضور الجماهيري
الجارف ليس سوى دافع جديد لمواصلة البحث عن الأفضل، دون السقوط في فخ التكرار أو
الاستسهال. وبنبرة الواثق من مشروعه، شدد على أن كل عرض يقدمه يحمل فكرة، وروحًا،
ورسالة فنية متجددة.
ما يميز
بودشار، حسب ما جاء في تصريحاته، ليس فقط قدرته على قيادة الأوركسترا وإتقان
المقامات، بل اختياره المستمر لتشجيع الشباب، وفسح المجال أمامهم للصعود إلى
الخشبة ومرافقة الأسماء اللامعة، في رهان حقيقي على تجديد دماء الساحة الفنية
المغربية، وصناعة جيل يبدع دون خوف أو تهميش.
ويبدو
أن مشروع "أنتم الكورال" الذي أطلقه بودشار لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل
فلسفة كاملة يعيد من خلالها تشكيل العلاقة بين الفنان والجمهور، عبر جعل هذا
الأخير فاعلاً ومشاركًا في اللحظة الموسيقية، لا مجرد متفرج. هذه الرؤية المغايرة
أكسبته احترام عشاق الفن وأهل الاختصاص، ورسّخت اسمه كعلامة بارزة في سماء الإبداع
المغربي.
في سياق مهرجان موازين الذي تنظمه المملكة
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يأتي حضور بودشار ليرمز إلى
جيل جديد من الفنانين الذين يمزجون بين التكوين الأكاديمي، والحس الفني، والانفتاح
على العالم، دون التفريط في الهوية. وبين أصوات النجوم العالميين والعرب، ارتفع
صوت بودشار ليقول للموسيقى المغربية: أنتِ في زمنك الأجمل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك