
أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
وسط أجواء
مفعمة بالأمل والتفاؤل، أطلقت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء موسمها
الجديد للأنشطة التربوية الصيفية الموجهة لأبناء المفرج عنهم في قضايا التطرف
والإرهاب، في خطوة إنسانية تستهدف بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة تحديات المجتمع
بثقة وسلام. تحت شعار "وطن المحبة"، يتجسد هذا المشروع كشريان حياة يربط
هؤلاء الأطفال بمحيطهم الاجتماعي، ويمنحهم فرصة للنمو الآمن في بيئة تشجع على قيم
التسامح والانتماء.
يضم
البرنامج 160 طفلاً من مختلف جهات المملكة، الذين يخضعون لسلسلة من الأنشطة
الترفيهية والتعليمية المتنوعة، تهدف إلى تقوية الروابط الأسرية وتعزيز شعورهم
بالكرامة والاحترام. من خلال الترفيه والفنون والرياضة، يستعيد هؤلاء الأطفال بُعد
الطفولة المفقودة، معززين بشعور الانتماء الإيجابي إلى وطنهم، ما يعزز جهود إعادة
الإدماج ويجسد التفاف المجتمع حولهم.
شهد
مركزي المصاحبة وإعادة الإدماج في الدار البيضاء انطلاق هذا الموسم بحضور 40
طفلاً، حيث امتلأت قلوبهم بالفرح، وعبروا عن سعادتهم الغامرة أثناء اليوم الأول من
البرنامج الذي تفاعلوا معه بكل حماس. هذه اللحظات الإنسانية تعكس نجاح المؤسسة في
زرع بذور الأمل في نفوس أبنائنا، وتُبرهن على أهمية مثل هذه المبادرات في كسر
دوامة العزلة الاجتماعية التي يعاني منها أطفال المفرج عنهم.
لا
يقتصر البرنامج على تقديم الترفيه فقط، بل هو جزء من استراتيجية متكاملة تضع
الكرامة الإنسانية في صلب أولوياتها، وتعمل على تعزيز قيم الاحترام، الخير، والعيش
المشترك. ترسي المؤسسة بذلك أسس مجتمع أكثر تماسكًا، يرفض التطرف والإقصاء، وينفتح
على ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين جميع مكوناته.
في زمن تتصاعد فيه تحديات التطرف، تبقى هذه
المبادرة الوطنية نموذجًا مشرّفًا يُحتذى به، يحمل رسالة سلام ووئام، ويؤكد أن
الاستثمار في الطفولة هو الطريق الأمثل لبناء مغرب قوي ومزدهر يضمن لأبنائه حياة
كريمة ومليئة بالأمل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك