أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
حجز المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بطاقة التأهل إلى
نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد فوز عريض على
منتخب النيجر بخماسية نظيفة على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. ووقع
الأهداف كل من إسماعيل الصيباري في الدقيقتين 29 و38، أيوب الكعبي في الدقيقة 51،
حمزة إيغامان في الدقيقة 69، ثم عز الدين أوناحي في الدقيقة 84، ليؤكد الأسود علو
كعبهم ويفرضوا سيطرتهم المطلقة على قمة المجموعة الخامسة.
هذا الفوز الكبير جعل المنتخب المغربي يبتعد في صدارة المجموعة
برصيد 18 نقطة من ست مباريات، تاركًا تنزانيا خلفه بعشر نقاط، فيما تجمد رصيد
زامبيا والنيجر عند 6 نقاط، والكونغو في ذيل الترتيب بنقطة واحدة فقط. وبذلك يضمن
المغرب التأهل قبل جولتين من نهاية التصفيات، ليواصل حضوره في كأس العالم للمرة
السابعة والثالثة تواليًا بعد مشاركته في نسخ 2018 و2022.
منذ بداية اللقاء، ظهر إصرار أبناء وليد الركراكي على الحسم
المبكر، حيث مارسوا ضغطًا عاليًا على دفاع النيجر الذي انهار سريعًا بعد طرد
اللاعب جبريل ديوري في الدقيقة 26. هذا النقص العددي استغله الصيباري ليكسر الصمود
الدفاعي بتوقيع الهدف الأول، ثم ضاعف النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، ليمنح
الأسود أفضلية مريحة جعلت المدرجات تشتعل بالفرح.
الشوط الثاني حمل المزيد من الإثارة، حيث واصل الأسود سيطرتهم
الميدانية، فأضاف الكعبي الهدف الثالث بتوقيع المعتاد على الشباك، قبل أن يعزز
البديل حمزة إيغامان الغلة بهدف رابع من ضربة رأسية محكمة. وجاء الدور على أوناحي
ليختتم المهرجان بهدف خامس، مكرسًا ليلة فرح كروية لن تُنسى.
الجماهير المغربية التي ملأت مدرجات الملعب حولت الأمسية إلى
احتفالية كبرى، بهتافات متواصلة وأمواج بشرية زينت الأجواء، في مشهد يليق بحجم
المناسبة ويؤكد مكانة كرة القدم كقوة جامعة للشعب.
ولم يكتف الركراكي بالنتيجة، بل استغل اللقاء لإشراك أسماء شابة
مثل بلال الخنوس وحمزة إيغامان وسفيان الكرواني، مؤكداً أن الرهان لا يقتصر على
الفوز فقط، بل على توسيع قاعدة الاختيارات وتعزيز الانسجام بين عناصر التشكيلة.
هذه النتيجة لم تكن مجرد ثلاث نقاط إضافية، بل إعلان صريح عن
جاهزية المغرب للمواعيد الكبرى، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستقام
بالمغرب، حيث يسعى الأسود للتتويج باللقب القاري أمام جماهيرهم.
كما يعكس هذا الانتصار القوة الذهنية للاعبين الذين لم يتأثروا
بحسم التأهل المبكر، بل واصلوا القتال على أرض الملعب، مقدمين صورة المنتخب الطموح
الذي لا يرضى إلا بالعروض المقنعة والأهداف الغزيرة.
بهذا الإنجاز، يكتب المنتخب
المغربي صفحة جديدة في تاريخه، مؤكداً أن أسود الأطلس قادمون بقوة نحو مونديال
2026، حيث يطمحون لمواصلة كتابة الحكاية التي أبهرت العالم في قطر 2022، وإثبات أن
الحلم ما زال مستمرًا نحو المجد العالمي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك