أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت
في ليلة كروية خالدة ستظل محفورة في ذاكرة جماهير كرة القدم، تُوّج نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بكأس دوري الأبطال "تشامبيون سليغ"، بعد أن سحق نظيره الإيطالي إنتر ميلان بخماسية نظيفة، في نهائي مثير احتضنه ملعب ميونيخ مساء الأحد 31 ماي 2025.
وجاء هذا الانتصار الكاسح ليمنح الفريق الباريسي أول تتويج له بأغلى وأعرق البطولات القارية على مستوى الأندية، بعدما ظل الحلم الأوروبي عصياً عليه لسنوات طويلة.
وكان النجم المغربي أشرف حكيمي واحداً من أبرز نجوم المواجهة دون منازع، بعدما افتتح التسجيل مبكراً في الدقيقة 9 من عمر الشوط الأول، بتسديدة مركزة زلزلت شباك الحارس الإيطالي أونانا، واضعاً فريقه في مسار السيطرة المطلقة. وبأدائه المتوهج طوال المباراة،
جمع حكيمي بين القوة البدنية والانضباط التكتيكي والسرعة المذهلة في الانطلاقات، حيث شكل رفقة مبابي وديمبيلي ثلاثياً مرعباً أربك دفاعات إنتر ميلان وشتت تركيزهم.
وحمل هدف حكيمي نكهة خاصة، ليس فقط لكونه أول أهداف النهائي، ولكن لأنه جاء من لاعب عربي ومغربي بالتحديد، ما أعاد إلى الواجهة النقاش القوي حول أحقية اللاعب بالتتويج بـالكرة الذهبية الإفريقية لهذا العام، خاصة وأنه توج بلقب كبير، وقدم موسماً استثنائياً سواء على مستوى الدوري المحلي أو عصبة الأبطال. أداء حكيمي في النهائي كان تتويجاً لموسم متكامل، حيث سجل وصنع وشارك دفاعياً وهجومياً بكثافة، مجسداً نضجاً كروياً قلّ نظيره في مركزه كظهير أيمن.
وقد ظهر باريس كالآلة في أدائه، لا يمنح خصمه مجالاً لالتقاط الأنفاس، مع تحكم مطلق في الكرة وفعالية هجومية قاتلة. أما إنتر ميلان، فقد بدا كأنه فريق جاء لمشاهدة المباراة لا لخوضها، حيث غابت عنه الروح والاندفاع المعروفين عنه في النهائيات.
وتعكس هذه الخماسية التاريخية تحوّل باريس سان جيرمان من نادٍ يطارد المجد الأوروبي إلى عملاق كروي حقيقي يفرض هيبته في الساحة الأوروبية، ويبرهن أن استثماراته الكبرى في النجوم والتقنيات لم تكن عبثاً.
كما أن هذا التتويج سيفتح صفحة جديدة في مسار الفريق، الذي بات الآن مرشحاً دائماً للفوز بالبطولات الكبرى، خصوصاً بعد أن فك عقدة دوري الأبطال التي لازمته لعقود.
أما على المستوى المغربي والعربي، فإن تألق أشرف حكيمي في النهائي سيظل لحظة فخر واعتزاز، وسيضعه على رأس لائحة المرشحين لنيل الجوائز الفردية في القارة السمراء، وربما حتى في أوروبا، حيث تتعالى أصوات مطالبة بوضع اسمه ضمن التشكيلات المثالية لهذا العام، وربما حتى المنافسة على الكرة الذهبية العالمية نفسها.
لقد كتب باريس سان جيرمان التاريخ من أوسع أبوابه، لكن المغرب بدوره كتب سطراً مشرفاً بقدم حكيمي، الذي بات اليوم رمزاً للتألق العالمي والإبداع الكروي القادم من شمال إفريقيا.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك