أنتلجنسيا المغرب:الربان
أثار قرار المهدي بنعطية، المدير الفني لفريق أولمبيك مارسيليا الفرنسي، استبعاد الدوليين المغربيين أمين حارث وعز الدين أوناحي من قائمة الفريق لمباريات نهاية الموسم، موجة استياء واسعة في صفوف الجماهير المغربية، التي اعتبرت القرار "صادماً" و"جارحاً" بالنظر إلى ما يمثله اللاعبان من رمزية في الكرة الوطنية.
الصدمة لم تكن في القرار فقط، بل في كونه جاء من اسم مغربي له وزن في تاريخ المنتخب الوطني، وهو ما ضاعف مشاعر الاستغراب والانزعاج لدى الرأي العام الرياضي المغربي، الذي لم يتقبل أن يكون بنعطية نفسه وراء تهميش اثنين من أبرز عناصر "أسود الأطلس". فقد شكلت هذه الخطوة، بحسب الكثير من المتابعين، "طعنة في الظهر"، خاصة أن حارث وأوناحي لطالما أبانَا عن انضباط وتفانٍ كبيرين سواء مع المنتخب أو النادي.
في الوقت الذي التزمت فيه إدارة مارسيليا الصمت، تفاعل الشارع الرياضي المغربي بغضب واضح، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتدوينات غاضبة ومستنكرة لقرار بنعطية، متهمين إياه بـ"الانحياز" و"التنكر لأبناء بلده"، معتبرين أن هذه الخطوة قد تُدخل علاقة بنعطية بالجماهير المغربية في مرحلة برود غير مسبوقة.
المثير في القضية أن توقيت الاستبعاد جاء حساساً، حيث يعوّل اللاعبان على إنهاء الموسم بأداء قوي لتعزيز مكانتهما سواء داخل الفريق الفرنسي أو في حسابات المنتخب المغربي المقبل على استحقاقات كبرى، خاصة كأس إفريقيا المقبلة وتصفيات كأس العالم.
ويبدو أن قرار بنعطية لم يُفهم فقط على المستوى الرياضي، بل حُمِّل كذلك أبعاداً رمزية ترتبط بهوية اللاعبين، مما زاد من حدّة الاستياء الشعبي. إذ يتساءل كثيرون: هل كانت الأمور لتكون نفسها لو تعلق الأمر بلاعبين من جنسيات أخرى؟ وهل فقد بنعطية حسّه الوطني بمجرد أن أصبح في موقع القرار؟
وفي ظل غياب توضيحات رسمية من طرف المدرب أو النادي، يبقى الجدل قائماً، والغضب الشعبي متواصلاً، في انتظار ما إذا كانت الأيام المقبلة ستكشف كواليس القرار، أو تُعيد الأمور إلى نصابها، احتراماً لقيمة اللاعبين، واحترازاً من مزيد من التوتر مع الجماهير المغربية المتشبثة دوماً بكرامتها ونجومها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك