وكالة التنمية الفلاحية ترفع تمور المغرب إلى العالمية وتمنح التعاونيات روحًا جديدة في سوق المنافسة

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

تبذل وكالة التنمية الفلاحية مجهودًا استثنائيًا للنهوض بسلسلة نخيل التمر وتعزيز مكانة المنتجات المجالية المغربية في الأسواق الوطنية والدولية، عبر رؤية متكاملة تمزج بين التأهيل والتسويق والابتكار. فبفضل برامج المواكبة والتكوين التي أطلقتها الوكالة، تحوّلت العديد من التعاونيات الفلاحية من وحدات صغيرة تقليدية إلى فاعلين اقتصاديين يمتلكون القدرة على الإنتاج المنظم والتسويق الذكي، مما جعل التمور المغربية تنافس بقوة في أسواق عربية وأوروبية.

وقد استفادت مئات التعاونيات من تدخلات الوكالة التي ركّزت على تأهيل البنية الإنتاجية وتطوير المهارات التقنية والإدارية، فتم تمكين أكثر من مائة وأربعين تعاونية من خدمات التلفيف والتعبئة العصرية، مع إدماج الرقمنة في منظومة التسويق عبر حملات ترويجية رقمية مبتكرة. كما مكّن برنامج "محلي المغرب"، الذي أطلقته الوكالة كشارة جماعية وطنية ودولية، من توحيد الهوية البصرية للمنتجات المغربية وضمان جودتها، مما ساعد على رفع ثقة المستهلكين وتعزيز فرص الولوج إلى الأسواق الكبرى.

وتولي الوكالة أهمية خاصة لمقاربة النوع الاجتماعي في دعم التعاونيات، من خلال برامج موجهة للنساء والشباب القرويين، قصد تمكينهم من الاندماج في الدورة الاقتصادية وتحقيق الاستقلالية المالية. وقد عبّرت العديد من التعاونيات المشاركة في الملتقى الدولي للتمر بالمغرب عن ارتياحها الكبير لهذا الدعم، الذي لم يقتصر على الجوانب التقنية بل شمل أيضًا تطوير مهارات التواصل والعرض والتفاوض التجاري.

كما تعمل وكالة التنمية الفلاحية على فتح آفاق جديدة للتصدير عبر اتفاقيات شراكة مع أسواق دولية واعدة، خصوصًا لترويج صنف "المجهول" المعروف بجودته العالية، مما جعل التمور المغربية تنافس على الريادة في الأسواق العالمية.

وبهذا المسار التصاعدي، أصبحت الوكالة نموذجًا للمؤسسات التي تجمع بين الرؤية التنموية والإبداع الاقتصادي، وتحوّل العمل التعاوني القروي إلى رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني ومصدر فخر للمنتجات المغربية الأصيلة.