أنتلجنسا المغرب: أبو ملاك
عادت التساقطات المطرية الأخيرة لتكشف
النقاب عن ضعف البنية التحتية بمدينة طنجة، بعدما تحولت شوارع وأحياء عدة إلى
مستنقعات وبرك مائية، ما أثار استياء السكان الذين وجدوا أنفسهم مجددًا وسط معاناة
مستمرة مع كل زخة مطرية، الأحياء الجانبية والمداخل الرئيسية للمدينة كانت الأكثر
تضررًا، حيث غمرت السيول الطرقات وأعاقت حركة السير، في مشاهد تتكرر كل موسم
أمطار، ما دفع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقاد المجلس الجماعي وعمدته
منير ليموري، محملين إياه مسؤولية الفشل في تدبير البنية التحتية.
رئيس مقاطعة مغوغة، عبد العزيز
بنعزوز، أرجع المشكلة إلى التوسع العمراني العشوائي، معتبرًا أن البناء المستمر
ضيق على المجاري المائية الطبيعية، مما جعل قنوات الصرف غير قادرة على استيعاب
كميات الأمطار الغزيرة.
وأكد على ضرورة اعتماد رؤية استباقية لحل هذه
الأزمة، من خلال إنشاء قنوات مستقلة لمياه التساقطات بدل دمجها مع شبكات الصرف
الصحي، التي لم تعد تستوعب الكميات المتزايدة من المياه.
من جانبه، حمل الخبير في التعمير
والتهيئة الحضرية، جلال ماهير، المسؤولية للمنعشين العقاريين الذين لم يراعوا
التخطيط الحضري الصحيح، حيث تم التعدي على الخنادق الطبيعية التي كانت تساهم في
تصريف المياه تاريخيًا، وأشار إلى أن غياب بنية تحتية محترفة، كما هو معمول به في
الدول المتقدمة، يزيد من حدة الأزمة، داعيًا إلى وضع حلول هندسية تضمن تصريفًا
متساويًا للمياه على جانبي الطرقات.
الانتقادات طالت أيضًا مجلس المدينة،
الذي اتُّهم بالإهمال والتقصير في اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب الفيضانات المتكررة،
فالمناطق التي تعرف مشاكل مستمرة مع التساقطات أصبحت معروفة لدى المسؤولين، ومع
ذلك، لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها، مما يعكس غياب الإرادة السياسية لحل
هذا الملف الحساس.
ويبقى التساؤل المطروح: إلى متى
ستستمر معاناة سكان طنجة مع الفيضانات؟ وإلى متى ستظل الحلول الترقيعية هي الخيار
الوحيد أمام مدينة تشهد توسعًا عمرانيًا متزايدًا دون رؤية واضحة لحماية بنيتها
التحتية من الكوارث الطبيعية؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك