أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
منبر يهتم بشكاياتكم ومشاكلم ورفع تظلماتكم للتواصل على الرقم: 0039.351.422.47.41 من المغرب على الوتساب، إيطاليا وأروبا على الجوال.
البريد الإليكتروني:[email protected]
لا تزال جثة السيدة المغربية
"لكبيرة والمعطي" حبيسة ثلاجة الموتى بمدينة "أليساندريا"
الإيطالية، منذ أن وافتها المنية يوم الجمعة 09 ماي، دون أن تُوارى الثرى بسبب جشع
وفوضى وسط من يفترض أنهم خدام بيوت الله ومسؤولون عن تسهيل إجراءات الدفن.
من المفارقات الصادمة أن تكون العقبة
أمام دفن مغربية مسلمة ليست من "النصارى" الذين أنهوا أوراقها بسرعة، بل
من محسوبين على المساجد وتابعين للقنصلية المغربية "بتورينو"، يمارسون
الابتزاز بلا حياء ويطالبون بـ"قهيوة" خالية من أي إيصال قانوني، بمبالغ
تصل 1300 و 1500 يورو، مستغلين الحزن والفجيعة في لحظة يفترض أن تسودها الرحمة
والستر.
الوقائع الموثقة تشير إلى أن هذا
الابتزاز الممنهج ليس تصرفًا فرديًا عابرًا، بل صار "عرفًا" لدى من
يسيطرون على مفاصل عمليات دفن المسلمين في شمال إيطاليا، مستغلين غياب الرقابة
وتهاون القنصليات المغربية في مراقبة أتباعها من "المكلّفين بالمساجد"،
إنها ليست مجرد رشوة، بل إهانة لحرمة الموتى وضرب صارخ لتعاليم الدين الإسلامي،
وتمرد على التوجيهات الملكية لصاحب الجلالة الملك "محمد السادس" التي
تؤكد على ضرورة رعاية الجالية المغربية في الخارج بالكرامة والعدل وخاصة حرمات
الموتى.
تؤكد مصادر موثوقة أن القنصل العام
بمدينة "تورينو" أمضى الوثائق الإدارية المرتبطة بحالة الوفاة، غير أن
عراقيل الدفن صدرت من أطراف محسوبة عليه، تنشط في دوائر خارج مكتبه الرسمي، وتتحرك
وفق منطق "السبية" و"الهمزة" أكثر من منطق التمثيل المشرف
للدولة المغربية، وهذا يتطلب تدقيقًا عاجلاً في لائحة الأسماء التي يُعهد إليها
بمهام تمثيل مصالح الوطن والمواطنين بالخارج، لا سيما في قضايا تمس المشاعر
والكرامة الإنسانية.
أليس من المعيب أن تبقى سيدة مغربية
ميتة في ثلاجة الموتى لأربعة أيام، فقط لأن من يفترض أن يدفنوها يريدون
"نصيبهم" من الحزن؟
كيف يمكن الحديث عن مساجد وقيم
إسلامية ونحن أمام "تسعيرة للدفن" خفية، لا يضبطها قانون ولا شرع؟ هذا
العبث يجب أن يتوقف فورًا، فالموت ليس موسمًا لجني المال.
نوجه نداء مستعجلًا إلى القنصل العام
بمدينة تورينو، باسم الإنسانية قبل الوطنية، أن يتدخل شخصيًا لإنهاء معاناة هذه
العائلة المغربية، وتقديم الدعم الإداري والنفسي والمعنوي اللازم، لا سيما أن
مدينة أليساندريا تدخل ضمن نطاق مسؤولياته الدبلوماسية، كما نطالب بفتح تحقيق عاجل
في سلوكيات "السماسرة الجدد" المنضوين تحت عباءة الدين ومؤسسات الدولة.
نحن أمام جرح لا يندمل، ليس في جسد
السيدة الراحلة فقط، بل في صورة الدولة المغربية أمام مواطنيها بالخارج، كل تأخر
إضافي في دفنها هو طعنة جديدة في كرامة الجالية وحرمة الموتى، وهو ما لا يمكن
السكوت عنه.
فهل يتحرك الضمير الرسمي قبل أن تتحول
المقابر الإسلامية إلى أسواق نخاسة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك