أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي
عبّر المخرج الموريتاني الشهير عبد الرحمان سيساكو عن إعجابه العميق بالمكانة التي يحتلها المغرب داخل المشهد السينمائي الإفريقي، واصفًا السياسة السينمائية المغربية بـ"النموذجية والمهيكلة"، ومشيرًا إلى أنها تُمثل مساراً يُلهم باقي الدول الإفريقية.
المغرب.. قوة سينمائية قارية
سيساكو، الذي حاز جائزة "سيزار" لأفضل مخرج سنة 2015 عن فيلمه "تمبكتو"، أكد على هامش مشاركته في الدورة الـ25 من مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، أن السينما المغربية حاضرة بقوة من خلال تنوعها وغناها، بفضل اعتماد سياسة سينمائية حقيقية ومستمرة. وأشار إلى أن إنتاج المغرب لحوالي ثلاثين فيلماً سنويًا يُعد رقماً مهماً في القارة، مقارنة بدول أخرى بالكاد تنتج فيلمين أو ثلاثة في العام، بل أحياناً لا تنتج شيئاً.
تكريم موريتانيا.. رمز للأخوة
وعبّر سيساكو عن سعادته الكبيرة باختيار موريتانيا كضيف شرف في هذه الدورة من المهرجان، معتبراً التكريم مؤشراً واضحاً على متانة العلاقات الأخوية بين المغرب وموريتانيا، وقال: "حين نكون في المغرب نشعر وكأننا في وطننا"، مشيداً بحسن الضيافة وروح التعاون الثقافي بين البلدين.
مهرجان خريبكة.. رؤية إفريقية وهوية متجذرة
المخرج الموريتاني أثنى أيضاً على الطابع الإفريقي الخاص لمهرجان خريبكة، مشيداً بهويته الفريدة وبالرؤية الإفريقية التي يحملها، والمنسجمة تمامًا مع توجه المغرب نحو القارة. وأضاف أن كل فيلم يُعرض ضمن فعاليات المهرجان لا يمثل فقط بلده الأصلي، بل يساهم أيضاً في إشعاع السينما الإفريقية وتعزيز الحوار الفني بين الثقافات.
التكنولوجيا والهوية السينمائية
وفي تعليقه على موضوع الدورة، المتعلق بالتحولات التكنولوجية في عالم السينما، اعتبر سيساكو أن هذه التغيرات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الصناعة، لكنها لا تلغي أهمية الفكر والهوية في العمل السينمائي. وأوصى المخرجين الشباب بتبنّي هذه الأدوات بشكل مدروس، دون الانجراف وراء التكنولوجيا على حساب الرؤية الإبداعية العميقة، قائلاً: "الجوهر يظل في الفكرة، وليس فقط في التقنية".
ختام برؤية مستقبلية
تأتي الدورة الخامسة والعشرون من مهرجان خريبكة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتستضيف أكثر من 350 سينمائيًا من 45 دولة، ضمن احتفاء بالإبداع الإفريقي والتحولات التي يعيشها القطاع. وتحمل هذه الدورة شعار "من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات"، في محاولة جادة لفتح نقاش حول مستقبل السرد والخيال السينمائي في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك