هاكر من "جيل Z " يحول لوحات العد التنازلي بطنجة إلى منصة للمطالب الشعبية

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

في سابقة مثيرة تعكس تصاعد أشكال التعبير الرقمي بين الشباب المغربي، أقدم هاكر من "جيل Z  " على اختراق لوحات العد التنازلي الخاصة بالترويج لكأس أفريقيا 2025 بمدينة طنجة، صباح اليوم الأربعاء، الاختراق جاء بعد يوم واحد فقط من عملية مماثلة بمدينة الدار البيضاء، حيث استغل المخترق اللوحات الإلكترونية الأرضية لكتابة عبارات قدحية في حق رجال الأمن.

 إلا أن الرسالة هذه المرة أخذت منحى آخر، إذ تحولت اللوحات إلى منبر افتراضي لعرض مطالب الشعب المتعلقة بالصحة والتعليم والكرامة الإنسانية.

اللافت أن هذه المطالب، والتي تعتبر في الدول المتقدمة من الحقوق الأساسية والبديهية التي تكفلها الدولة لمواطنيها، ما تزال في المغرب تصنّف ضمن خانة "المستحيلات"، مما يسلط الضوء على حجم الهوة بين تطلعات المواطنين وواقع السياسات العمومية، هذا الفعل الإلكتروني وإن بدا محدوداً من حيث الوسيلة، إلا أنه يحمل رمزية قوية، ويكشف عن انتقال الاحتجاج من الشارع إلى الفضاء الرقمي.

ويأتي هذا التطور في سياق أجواء مشحونة عاشتها العشرات من المدن المغربية مساء الثلاثاء، حين تحولت احتجاجات سلمية إلى مواجهات دامية، عقب تدخل أمني وُصف بالعنيف، الأحداث أسفرت عن إصابات في صفوف المدنيين ورجال الأمن والقوات المساعدة، وهو ما أجج الغضب الشعبي وأعطى زخماً إضافياً لتعبيرات احتجاجية بديلة، من بينها هذا الاختراق الإلكتروني.

الواقعة تطرح أسئلة عميقة حول علاقة الشباب المغربي بالفضاء الرقمي كأداة للاحتجاج، وحول عجز السياسات العمومية عن الاستجابة لمطالب تعتبر في نظر المجتمعات الديمقراطية أبسط الحقوق الإنسانية.