
أنتلجنسيا المغرب: طنجة
ميناء طنجة المتوسط لم يعد مجرد مشروع
بحري ضخم، بل تحول إلى منظومة اقتصادية ولوجستية متكاملة جعلت المغرب رقماً صعباً
في معادلة التبادل الدولي. المجلة الإيطالية "بانوراما" رأت فيه منصة
استراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، وتعيد تشكيل طرق التجارة العالمية
بأسلوب لم يكن متوقعاً قبل عقدين فقط.
هذا الميناء العملاق تجاوز فكرة
البنية التحتية التقليدية ليصبح مركز جذب للاستثمارات العالمية بفضل منصاته
الصناعية والمناطق الحرة، وهو ما مكنه من فرض نفسه كبديل تنافسي لموانئ أوروبا
الشمالية، ومنح لغرب إفريقيا بوابة قوية نحو الأسواق الدولية.
بفضل الرؤية الاستراتيجية للملك محمد
السادس، ارتقى طنجة المتوسط إلى مصاف الموانئ الكبرى عالمياً، حيث صنفه البنك
الدولي في المركز الثالث عالمياً من حيث الأداء، متقدماً على موانئ أوروبية عريقة.
هذه الريادة جعلته الأول إفريقيا للعام الثامن على التوالي، والأول في المتوسط
لخمس سنوات متتالية.
الميناء لم يكتفِ بالبعد الاقتصادي،
بل أصبح مختبراً للتحول البيئي والطاقات النظيفة، من خلال مشاريعه المرتبطة بإزالة
الكربون والهيدروجين الأخضر، ما جعله واجهة لطموح المغرب في لعب دور محوري في
مواجهة التحديات المناخية العالمية.
اليوم، ومع اقتراب موعد كأس العالم
2030، يواصل طنجة المتوسط توسعته سواء على مستوى محطة الركاب أو على صعيد حركة
البضائع المتزايدة، ليؤكد أن مستقبلاً جديداً للعولمة يمر عبر هذه النقطة
الاستراتيجية حيث يلتقي الأطلسي بالمتوسط، وتلتقي قارتان وتتصادم طرق التاريخ
بمسارات المستقبل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك