الداخلية تحقق في ريع الإنعاش الوطني وتوظيفات انتخابية مشبوهة

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

وجهت وزارة الداخلية تعليمات صارمة إلى الولاة والعمال لتشكيل لجان بحث إدارية إقليمية للتدقيق في لوائح المستفيدين من “الإنعاش الوطني” و”العمال العرضيين”، وذلك بعد ورود تقارير صادمة من المفتشية العامة للإدارة الترابية كشفت عن استغلال سياسي وانتخابي واسع لهذا النظام.

المعطيات التي تسربت تؤكد أن المفتشين ضبطوا حالات تشغيل أبناء وزوجات وأقارب منتخبين نافذين ضمن القوائم، في خرق واضح لقواعد النزاهة وتعارض المصالح، بل إن بعض العمال تلقوا تعليمات برفض ملفات ترشح مستشارين متورطين لرئاسة جماعات شاغرة، تفاديا لإعادة إنتاج نفس الاختلالات.

التقارير نفسها كشفت أيضا عن تلاعبات خطيرة في صرف التعويضات، وصلت حد تسجيل اختلاسات في أموال الإنعاش الوطني، وهو ما دفع الداخلية إلى إحالة ملفات على القضاء بعد استكمال مساطر الاستفسار. وتحدثت المصادر عن منتخبين محليين غارقين في ريع توظيف “العمال العرضيين” يستعدون للتنافس على رئاسة جماعة حضرية بإقليم برشيد بعد إزاحة رئيسها السابق بحكم قضائي.

الأخطر أن المفتشين سجلوا اعتماد بعض الرؤساء على عمال الإنعاش لتسيير مرافق جماعية حيوية لغايات انتخابية، ومنحهم سلطات واسعة دون كفاءة أو تأهيل، ما انعكس سلبا على جودة الخدمات العمومية، كما تبين تشغيل عمال لفترات طويلة قاربت السنة في خرق صريح لتوجيهات الإدارة المركزية التي تشدد على كسر الاستمرارية في التشغيل المؤقت.

تقارير المديرية العامة للجماعات الترابية عززت هذه الخلاصات، إذ أكدت إغراق لوائح الإنعاش الوطني بيد عاملة غير مؤهلة، في وقت تعاني الجماعات خصاصا كبيرا في الكفاءات التقنية والإدارية، ما يطرح علامات استفهام حول نوايا المنتخبين الذين حولوا هذا النظام إلى آلية انتخابوية للتحكم في مفاصل الجماعات.

كما تضمنّت الوثائق تظلمات موظفين رسميين اشتكوا من تحكم منتخبين في مصالح حيوية عبر شبكة من العمال العرضيين الموالين لهم، بعضهم جرى إخراجه من نظام المياومين وترسيمه بشكل مشبوه، ليصبح أداة طيعة في يد الرؤساء المتنفذين.

المعطيات المتداولة توحي بزلزال إداري يوشك أن يضرب عددا من الجماعات المحلية، مع إحالة ملفات ساخنة على القضاء، في إشارة واضحة إلى أن وزارة الداخلية عازمة على قطع دابر ريع التوظيفات المشبوهة التي شوهت صورة الإنعاش الوطني وأفقدت المواطنين الثقة في نزاهة التدبير المحلي.